معاناة الصيادين اليمنيين مع العدوان
لا يختلف اثنان حول ضرورة احترام ورعاية المواثيق التى تحكم وتضبط حقوق المدنيين فى مناطق النزاعات والحروب ، وان جميع الأطراف المتقاتلة يفترض عليها ان تلتزم بعدم تعريض هؤلاء المدنيين لمخاطر الحرب ، وما يترتب عليها من آثار صعبة على مختلف الاصعدة.
ومن تأمل فى مجريات العدوان على اليمن ، والذى يتولى كبره التحالف السعودى الاماراتى المجرم ، المدعوم أمريكا وغربيا ، وبمساندة ومباركة بل ومشاركة الصهاينة ، من تامل فى هذه الحرب يلحظ ان الصيادين اليمنيين كانوا جزء ممن دفع ثمنا باهظا لهذه الهجمة التى ارادت ان تكسر ارادة اليمنيين لكنها فشلت وصمد اهل اليمن واذاقوا عدوهم ويلات الهزيمة.
الصيادون اليوم يعانون بشدة من المظالم التى ترتكب بحقهم من قبل العدوان السعودى وحلفاؤه ، وفى هذا الصدد أعلنت منظمة انسان للحقوق والحريات ان عددا كبيرا جدا من الصيادين اليمنيين كانوا ضحايا العدوان ، الذى لم يمنعهم فقط من البحث عن ممارسة حياتهم بشكل طبيعى ، والبحث عن رزقهم فى البحر الأحمر وخليج عدن وبحر العرب وإنما تعدى ذلك إلى اختطافهم وقتل المئات وفقدان اخرين ، وفى الانباء ان عدد الصيادين الذين استشهدوا بعد اختطافهم من قبل قوى العدوان فى قلب البحر قد وصل خلال ثمان سنوات إلى الفين ومئتين اربع وسبعون شهيدا ، ومئتان وخمسة عشر معاقا ، وعشرات المفقودين ، بالإضافة إلى تدمير اربعمائة ست وسبعون قاربا ، جاء ذلك فى مؤتمر صحفى عقدته المنظمة مستعرضة ماساة الصيادين اليمنيين فى ظل العدوان الممتد لسنوات ، وسط تجاهل تام من المجتمع الدولى ، وصمت مخجل من المنظمات المختصة ، وأشارت المنظمة الى وجود أربعة اشكال من الانتهاكات بحق الصيادين تمثلت فى الحصار البحرى والاعتقال والاختطاف ، والقتل المباشر ، واقحام الصيادين المخفيين فى عمليات خاصة لتبادل الأسرى
مرة ارتكب طيران العدوان في الثاني والعشرين من أكتوبر 2015م مجزرة مروعة ضد مجموعة من الصيادين اليمنيين في جزيرة عقبان بمحافظة الحديدة ، راح ضحيتها ما يقارب 250 صياداً ما بين شهيد وجريح.
وأشار محافظ الحديدة محمد عياش قحيم إلى أن جرائم تحالف العدوان بحق الصيادين بالمحافظة يعجز المرء عن وصفها أو الحديث عنها .. مشيرا إلى انها لن تسقط بالتقادم.
وأوضح أن دول تحالف العدوان مستمرة في ارتكاب الجرائم بحق المئات من الصيادين التقليديين من أبناء محافظة الحديدة.
ولفت إلى أن سفناً وزوارق حربية تابعة لتحالف العدوان تقوم بمنع الصيادين في المياه الاقليمية اليمنية وفي مناطق واسعة من سواحل المحافظة من الصيد.
وذكر قحيم أن جرائم تحالف العدوان ومرتزقته بحق الصيادين شملت إطلاق النار ومنع الصيادين من ممارسة أعمالهم واعتقال البعض منهم ومصادرة القوارب .. مبينا أن العدوان يقوم بتدمير الشعب المرجانية وتلويث البيئة البحرية بالمواد السامة التي تؤدي إلى هروب الأسماك من مواطنها.
ونوه إلى أن هذه الجرائم تأتي ضمن سياسات تجويع ممنهجة ضد الصيادين، ما أثر على آلاف الأسر التي تعتمد على الصيد التقليدي كمصدر أساسي للعيش.
انها إحدى صور الظلم الذى يتعرض له الصيادين اليمنيين فى ظل صمت مطبق من الجهات المختصة بكل اسف.
سليمان منصور