استنكر عدد من المزارعين بالقطاع المطري إعلان عمليات التمويل للموسم الصيفي بعد انقضاء شهر يوليو الذى اعتبروه أهم شهر في تأسيس المحاصيل في القطاع المطري، مشيرين إلى أن رئاسة البنك الزراعي وجهت أمس الأول أفروع البنك لتمويل مزارعي القطاع المطري وأعلنت الفروع أنها ستبدأ التمويل أول أغسطس، لافتين إلى تفاؤل المزارعين بالقرار إلا أن البنك الزراعي أصدر شروطًا وصفوها بالغريبة والمجحفة وهي أن يكون التمويل للجازولين فقط دون الالتزام بتمويل المطلوبات الأخرى في مرحلة تأسيس المحاصيل فقط، وتحديد سعر عالٍ للتر الجازولين قدره 900 جنيه وهو ما يعادل 4050 للجالون و16200 جنيه للبرميل، إضافة إلى تحديد هامش أرباح عالٍ، إلى جانب اشتراط البنك أن يلتزم المزارع بكتابة تعهد بعدم المطالبة بتمويل المراحل الأخرى من الزراعة.
وكشف المزارع بولاية القضارف منطقة المفازة سمير العماس، كشف عن أن البنك أصدر قرارًا بأن يتم التمويل للراغبين حسب الفئة الأولى للذين سددوا سدادًا عينيًا للسلم والمرابحات، والفئة الثانية للذين سددوا عينيًا للسلم ونقدًا للمرابحات على أن يتم التمويل بصيغة المرابحة بدفع 10% من إجمالي المرابحة نقدًا، إضافة إلى أن يتم كتابة إقرار من المزارع بعدم المطالبة لتمويل العمليات الزراعية الأخرى وألا ينظر لطلب عملاء جدد إلا بعد الانتهاء من العملاء الذين سددوا سدادًا كاملًا ، وأن يتم التمويل بواقع 20 برميلًا للمشروع مساحة ألف فدان بواقع 88 ألف جالون جازولين ، وأكد في حديثه لـ (السوداني) أن عدد 20 برميلًا لا تكفي للمشروع لجهة أن هذه الكمية من الجازولين تنم بها كل مراحل الزراعة، وتساءل العماس عن، لماذا يصر البنك على المزارعين بكتابة إقرار.
وأضاف من المفترض كتابة الإقرار في حالة وجود بدائل، وحاليًا لا توجد بدائل، مشيرًا إلى أن منطقة المفازة لا توجد بها بنوك تجارية حتى يلجأ لها المزارعون، مبينًا أن كتابة الإقرار تكون في حالة عدم وجود إضافة أخرى من وزارة المالية والبنك الزراعي.
وأضاف: حاليًا البنك الزراعى يطلب مرابحة 10% أي يأخذ حوالي 30 ألفًا في البرميل الواحد، وتساءل البنك لا يعطي سلمًا فلماذا يدفع المزارع مقدمًا، وأضاف هذا يجعل المزارع يضطر لبيع جزء من الجازولين حتى يستطيع السداد ، وقال إن الزراعة من الآن خسارة على حد تعبيره، مطالبًا بالمراجعة من المكاتب الإدارية ومكاتب المراجعين، واعتبر الإجراء المحاسبي خطأ يصب في خانة التعقيد للمزارع وتدمير للزراعة.
ووصف المزارع بولاية القضارف المنطقة الشرقية حسن زروق، وصف ضوابط البنك الزراعي بالغريبة على المزارعين، مشيرًا إلى أن المزارعين معروفون للبنك، وأضاف: هذا شغل فهلوة من البنك ، وقال لـ (السوداني) إذا البنك لم تتوفر لديه سيولة مفترض ألا يبدأ تمولًا والمزارعون لا يطالبون بالمستحيل ، مشيرًا إلى أن
التمويل هذا الموسم من أكبر المشاكل وقد يكون سببً رئيسًا في عدم نجاح الموسم.
ووصف المزارع بولاية النيل الأبيض منطقة الدقجة حمد محمد قسم الله سياسة التمويل لهذا الموسم بالرعناء وتعطي مؤشرات غير طيبة وقد تؤدي بالبلاد إلى منزلق خطير وهو احتمالية حدوث مجاعة، وأكد أن التمويل حق لكل مزارع في البلاد ، وطالب بتكوين لجنه طوارئ من لجنة المزارعين وتصعيد هذا الأمر مرة أخرى إلى كل الجهات ذات الاختصاص والضغط عليها باعتبار أنها مسؤولة عن المزارع.
المصدر: السوداني