قدمت الهيئة العامة للآثار والمتاحف اليوم محاضرة بعنوان “دور علم الآثار في معرفة الصحة والأمراض في السودان” في فترة مملكة كوش وكرمة القديمة والممالك المصرية وكذلك مملكة مروي والممالك المسيحية.
قدم المحاضرة بروفيسور عبدالرحيم محمد خبير، الأستاذ والمحاضر بكلية العلوم الإنسانية قسم الآثار، مستنداً في دراسته على علم الأمراض القديمة “علم الباليوباثولجي” وهو العلم الذي ظهر في الفترة بين القرن الثامن عشر والتاسع عشر والتي تمثل فترة اهتمام علماء الآثار بالأمراض القديمة، وأشار بروفسور خبير إلى أن علم الأمراض القديمة يهتم بدراسة الأمراض التي تؤثر على الهياكل العظمية والتي من خلالها يستطيع العلم تحديد الأمراض.
وأوضح خبير أن الأوضاع الصحية في السودان القديم كانت سيئة للغاية حيث انتشرت الأمراض بسبب الأحوال البيئية والصحية مما أدى إلى ارتفاع نسبة الوفيات بين فئات العقد الثالث في فترة حضارة كرمة القديمة ومملكة كوش. وأضاف أنه من الأمراض التي تعتبر مشتركة بين السودان القديم والفترة الحديثة بما فيها الإسلامية والحالية هي أمراض “السل والأنيمياء والسرطان والكسور في العظام والأنفولونزا والملاريا” وانتشرت في فترة الحضارة الإسلامية أمراض “الحميات والجدري والكوليرا”.
وأشار محمد خبير إلى أن بعض أسباب هذه الأمراض تعود إلى عدوم وجود نظام غذائي صحي مما سبب أمراض سوء التغذية وأيضاً وجود التدخين السلبي والدخان المنزلي المنتشر وكذلك المواد المشعة ومشاكل الكسور العظمية التي تعود أسبابها إلى الحوادث والنشاطات اليومية.
وأضاف أن القدماء كانوا يستخدمون الطب الشعبي والمواد المحلية في العلاج كالزيت المغلي وبعض الأعشاب والمعادن والمحريب والعرديب وشمع النحل والسنمكة”.
وأكد بروفيسور خبير أن الدراسة القائمة على المقارنة بين الأمراض في العصور القديمة اعتمدت على دراسة الأنسجة الصغرى للعظام، ويستدل خلالها أن متوسط معدل عمر الإنسان السوداني كان يتراوح بين 20 إلى 50 عاما؛ وحالياً يُقدر متوسط عمره حوالي 47 عاما.
وأشار إلى أن هذه الدراسة يمكن أن تدخل في تاريخ الطب في السودان مع دراسة المقارنات في كيفية استخدام الطب الشعبي البديل وأيضاً الطب الحديث للأمراض بصورة عامة.
المصدر سونا