أخبار السودان :
ماساة أهلنا فى محلية الرهد ابو دكنة
كغيرها من ارياف وبوادي ولاية شمال كردفان ، بل عموم مناطقنا الريفية والحضرية في عموم وطننا العزيز ، ظلت منطقة ابوحميرة بمحلية الرهد ابو دكنة بولاية شمال كردفان هادئة وادعة امنة ، ولم يخطر في بال احد من سكانها او غيرهم قريبا اوبعيدا انها ستعيش يوما هذه المأساة العصيبة ، حيث هجم التتار الجدد من أبناء هولاكو المتوحشين القتلة ، هجموا على القرية المسالمة الآمنة ، واوقعوا في الأبرياء قتلا واذلالا وإهانة ، فاستشهد البعض بالرصاص ، واخرون بالنيران التي اشعلها الحقد الأعمى للمجرمين في بيوت الناس الذين لاعهد لهم بهذا النوع من المحن والمصائب ، وارتقى الشهداء وباتت القرية أثرا بعد عين ، حيث استباحها المجرمون بعد ان حاصروها لثلاثة ايام ، ولم يكتفوا بالنهب والسلب ، وإنما اشعلوا النار في المنازل ، ولم يتركوا اهل القرى المجاورة يهبون لنجدة المنكوبين ، ولاحتى دفن الضحايا في ماساة غير مسبوقة ، لم يعشها أهلنا في تلك المناطق ولا غيرها.
وبحسب التقديرات فان سكان قرية ابو حميرة يبلغ الف وخمسمائة نسمة
، وكان مساء الأربعاء الحادي والثلاثين من شهر مايو تاريخا فاصلا في مسيرة هذه القرية وأهلها وعموم المناطق المجاورة ، إذ تفاجأ الناس في تلك اللحظة بالعربات العديدة المدججة بالاسلحة تحاصر قريتهم الوادعة الآمنة وارتفع صوت الرصاص يلعلع في القرية ، وهو صوت غير مألوف اصلا لا في القرية ولا في محيطها القريب او البعيد ، وكان مشهدا صعبا والناس صغارا وكبارا رجالا ونساء يهرولون في أكثر من جهة ، من غير هدى ، هلعا من الرصاص ، وهناك من حاولوا الاختفاء تحت السراير ، وفى خزانات الملابس داخل البيوت ، وظل المعتدون ينهبون كل شيئ ، ويقتلون كل من يظهر أمامهم ، وهم يحاصرون القرية لثلاثة ايام لم يسمحوا فيها حتى بدفن الشهداء او علاج الجرحى
الذى تم يوم السبت الثالث من شهر يونيو بعد ان انسحب المسلحون المعتدون وقد أحرقوا القرية ، وتركوا الضحايا خلفهم ، ما بين ميت بالرصاص ، او حرفا بالنار او عطشا هائما لايلوي على شي ، وأخرون ماتوا كمدا وحزنا وقهرا ، وهم يرون مسلمين بقلوب لا تعرف الرحمة يقتلون مسلمين ابرياء عزل ، من غير سابق عداء ، او ثار ، او حتى معرفة ، وحق لمن مات كمدا ان يموت بهذه الطريقة ، فانا لله وانا اليه راجعون.
ومما يؤسف له جدا غياب حكومة الولاية ، سواء على مستوى الولاية او المحلية ، وحتى لم يفتح الله على المسؤولين بواجب المواساة للمنكوبين بعد ان تأخروا في القيام بواجب حمايتهم وصد الخطر عنهم.
رحم الله الشهداء ، ونسأله تعالى أن يعجل بشفاء الجرحى ، وان يجمع بالمفقودين ، ويلم شمل المفجوعين ، ولاحول ولاقوة الا بالله العلي العظيم.
سليمان منصور