أخبار السودان:
جاء في خبر الزميلة الصيحة “طالب رئيس الوزراء د. عبد الله حمدوك بضرورة الحديث عن المسكوت عنه في العلاقات بين السودان ومصر وفتح ملف حلايب وشلاتين من أجل الوصول إلى تفاهم حوله.
وقال حمدوك خلال لقاء مع عدد من الخبراء الأكاديميين والباحثين السياسيين، انعقد بمؤسسة الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية بالقاهرة أمس، إن التاريخ والمصير المشترك للشعبين السوداني والمصري يمكنه خلق منارة للعالمين الأفريقي والعربي، مبيناً أن التغيير الذي تم في السودان عميقٌ ونوعيٌّ ساهم فيه كل الشعب السوداني، وأوضح حمدوك أن الثورة السودانية تواجه تعقيدات كثيرة جداً وعدة انتقالات، منها الانتقال من الحرب للسلام، من الشمولية للديمقراطية ومن التشظي للوحدة، وأبان بأن تشكيل الحكومة خلال الفترة السابقة يأتي كاستحقاق لسلام جوبا، وشدد على العمل للوصول إلى اتفاق سلام شامل يسكت البندقية للأبد، مُتمنياً أن تسهم مصر في الدفع بهذا الانتقال للأمام، وكشف حمدوك عن رؤية حكومة الفترة الانتقالية للدفع بعملية الانتقال من خلال الإصلاح الاقتصادي، هيكلة الأجهزة الأمنية وبناء علاقات خَارجيّة مُتوازنَة”.
ولكن مع هذا الحديث الصريح بفتح ملف حلايب وشلاتين والكلام عن المسكوت عنه والصورة النمطية للزول السوداني يتساءل البعض عن ماهو المسكوت عنه في العلاقات بين البلدين خاصة فيما يتعلق بلمف حلايب وشلاتين؟ وما هي اوراق الخرطوم للضغط على القاهرة بقبول ذلك؟. وهل فرضية أن الخرطوم التي استعادت أراضيها في الفشقة من الإثيوبيين يقودها إلى نفس السيناريو، وما هو سقف التفاهم الذي يطمح إليه حمدوك مع القاهرة؟.
من الضروري فتح كل الملفات العالقة والمسكوت عنها مع مصر والتي دائماً ما تؤثر على العلاقات بين البلدين الشقيقين، منها الصورة النمطية للزول السوداني عند المصريين التي ساعد وسائل الاعلام بكشل كبير فيها خاصة المصرية وكذلك ملف حلايب وشلاتين ايضا من الملفات المسكوت عنها.
من المهم جداً ان طرح رئيس الوزراء، عبدالله حمدوك، كان وقته مناسباً أن يطلب فتح هذه الملفات امام مجموعة من الباحثين والكاتبين في مركز الاهرام، لم تتطرق وسائل الإعلام إلى تطرق حمدك إلى هذا الملف خلال لقاءه الرئيس المصري، عبدالفتاح السيسي، أو رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي، لكن من المؤكد أنه تم لقاء مغلق بين الرئيسين بين السيسي وحمدوك وكان لقاء مغلقاً يرشح منه أي شيء فيما عدا اللقاءات التي كانت مفتوحة وشارك فيها الوفد المرافق لعبدالله حمدوك مايقارب العشرة وزراء وبعض المسؤوليين في الوزارت المعنية حسب تصريحات خالد عمر يوسف الذي تفضل بإلقاء الضوء على ماتم خلال الزيارة، وقضية كهذه لاتطرح في القاءات المفتوحة وربما تم التطرق لها في اللقاءات المغلقة.
من جانب أخرى، جدد السودان شكواه في مجلس الامن الدولي التي ظل يجددها سنويا حرصاً منه وللإحتفاظ بحقه وعادة قضايا الحدود لزو تم الفصل فيها بالقانون الدولي ستذهب إلى محكمة لاهاي وهذا المحكمة لا تستطيع الفصل فيها إلا بتوافق الطرفين.
مسألة حلايب وشلاتين قديمة منذ الاستقلال لكن لم تكن خميرة عكننة حيث كانت الحياة فيهمها منسابة ولم تحسم عملياً في فترة ما، وفي عهد الرئيس المصري السابق، جمال عبدالناصر الذي حاول حلها عسكريا لكنه وقفة الحكومة الصلبة افشل ذلك إلى حادثة محاولة إغتيال الرئيس المصري السابق، حسني مبارك في اثيوبيا التي اتهم فيها النظام البائد وجاءت كردة فعل للحادثة ان احتلت القوات المصرية حلايب وشلاتين بصورة كاملة وظل تنشئ المؤسسات وتقدم الخدمات والمشاريع.
طرح رئيس الوزراء الآن لان الملف يحتاج إلى تفاهمات لتحقيق المصالح المشتركة للشعبين الشقيقين.