أخبار السودان :
مؤامرات الغرب على الثورات العربية
تفجرت الثورات العربية من أجل التغيير ، وانتفضت الشعوب ضد الانظمة المستبدة ، املا في اختيار أنظمة تحترم ارادة الشعوب ، وكان الأمل كبيرا ان يتم إصلاح الحال ، لكن
المؤامرات التي ظل الاستكبار يحيكها ضد تطلعات الشعوب وصلت حدا جعل الناس يفقدون الأمل في اي وعود كاذبة تطلقها الحكومات الغربية تدعي فيها انها تساند الحراك الثوري للشعوب ، وتسعى لمساعدتها على بلوغ غاياتها في الوصول الي التحول الديموقراطي المنشود.
ومن المعروف ان هناك قضايا مهمة جدا في العالم الإسلامي ، لايمكن اغفالها ، ولابد من وضعها في الاعتبار ، ليعلم الناس ان الاستكبار لن يدعهم يمضوا في طريقهم وصولا إلي مايرغبون فيه ، ومن هذه القضايا ما ارتبط بمصير الأمة الإسلامية ، كالأحداث الثوريّة في المنطقة العربية ، والتي أفضت لحد الآن إلى إسقاط الانظمة المستبدة في تونس ومصر واليمن والسودان ، لكن الناس لم تنتفع بالفرص التي اتيحت لها لإكمال عملية الإصلاح ، وسقطت بكل اسف في المستنقع الذي اراده الاستكبار ، مما يمكن أن يمهد الطريق – لا سمح الله – الي الخسران الكبير ،
ويحرف هذه التحركات الشعبية المهمة عن أهدافها.
في هذه الثورات الكبرى انتفض الرجال والنساء المسلمون ضد استبداد الحكام وسيطرة أمريكا ، والتي أدت إلى امتهان الشعوب وإذلالها والتحالف مع الكيان الصهيوني الإجرامي ، واعتبرت الجماهيرُ الإسلامَ وتعاليمه وشعاراته المنقذة العامل المخلص لها في هذا الكفاح المصيري ، وأعلنت عن ذلك بصوت عال ، وجعلت الدفاع عن الشعب الفلسطيني المظلوم ومكافحة الكيان الغاصب على رأس مطالبها ، ومدّت يد الصداقة للشعوب المسلمة وطالبت باتحاد الأمة الإسلامية.
هذه هي أسس الثورات الشعبية في البلدان التي رفعت خلال العامين الأخيرين راية الحرية والإصلاح، وتواجدت بأجسامها وأرواحها في سوح الثورة ، وهذا ما يمكنه ترسيخ الدعائم الأساسية لإصلاح الأمة الإسلامية الكبيرة.
ويسعى العدو لزعزعة هذه الأركان الأساسية. وتستغل الأيدي الفاسدة لأمريكا والناتو والصهيونية بعض حالات الغفلة والتسطيح لحرف المسيرة العارمة للشباب المسلم وإشعال اشتباكات بينهم باسم الإسلام، وتبديل الجهاد المناهض للاستعمار والصهيونية إلى إرهاب أعمى في أزقة العالم الإسلامي وشوارعه ، حتى تراق دماء المسلمين على أيدي بعضهم ، ويتخلص أعداء الإسلام من الطريق المسدود ، ويشتهر الإسلام والمجاهدون في سبيله بسوء الصيت والوجه المشوّه.
وبعد يأسهم من إلغاء الإسلام والشعارات الإسلامية ، عمدوا الآن لإثارة الفتن بين الفرق الإسلامية ، وراحوا يضعون العقبات والعراقيل في طريق اتحاد الأمة الإسلامية بمؤامرات التخويف من الشيعة والتخويف من السنّة.
وهاهم يخلقون الأزمات في سورية بمساعدة عملائهم في المنطقة ليصرفوا أذهان الشعوب عن قضايا بلدانها المهمة والأخطار التي تحدّق بهم ، إلى الأحداث الدامية التي ساهموا إسهاماً أساسياً في خلقها.
سليمان منصور