محمد حسن شوربجي
حقا فأمتنا السودانية غارقة في التيه والضياع ..
تيه وضياع مكن الاعداء منا وكلهم طمع في ثرواتنا المهولة..
فالسودان اخوتي بلد غني بمختلف الثروات ..
ويجمل جيده عقد كبير اسموه (سلة غذاء العالم)..
وهذا ما يغري كل الاعداء من حولنا ..
رغم اننا شعب فقير وجائع وعطشان ..
وكل ثرواتنا منهوبة ومهربة الي دول الجوار ..
وكل حكوماتنا تستجدي الفرج من الآخرين منحا وعطايا ..
فكم هو معيب ان نظل هكذا انتظارا علي شواطي بورتسودان في انتظار سفنا تحمل القمح والوقود وثرواتنا تحت ارجلنا ..
انها والله قمة الفشل والتيه والضياع وقد اصابت بلادنا في مقتل .
ولم لا فلقد شمل هذا التيه والضياع كل مناحي حياتنا..
تية وضياع في الاقتصاد ..
وتيه وضياع في التخطيط..
وتيه وضياع في السياسة..
وتيه وضياع في الرياضة..
وتيه وضياع في الصناعة..
وتيه وضياع في الزراعة..
وتيه وضياع في التعليم ..
وتيه وضياع في السلام ..
وتيه وضياع في النهضة ..
وتيه وضياع حتي في التدين الحق ..
انها والله تلكم العقول الخربة التي ظلت تسيطر علي كل مقرات صنع القرار ..
فهم في الحقيقة فاشلون ولا يحسنون سوى الضوضاء والقفز على الحبال وارباك العقل وتبديد الطاقات والجهود..
وللاسف الشديد نجدهم دوما يصطفون مع كل نظام وبكل تجاربهم المريرة والفاشلة رغبة في العودة للسلطة ..
بدرجة اننا قد تحولنا الي اقوام بدائيون في كل علوم التكنولوجيا الحديثة التي تسود العالم ..
وفشلنا في اقامة دولة حقيقية علي هذه الارض ..
وذلك بسبب التخلف والبدائية في نمط التفكير وإلاصرار على ابقاء الصراعات ونمط الحياة القديمة التي عفا عنها الزمن ..
وظني انه لا حل لنا الا بالتخلص من كل هذه الأطروحات المتخلفة التي ترسخت في عقولنا ..
واصلاح كل منظوماتنا السياسية والفكرية والاجتماعية والثقافية والدينية وبطريقة تواكب العصر ..
وان نقتلع نهائيا كل رواسب السيطرة الشمولية والقبلية والجهوية والعقائدية التي تمسك بكل ملفات حياتنا ..
وان نبني سودانا جديدا يسع الجميع بمختلف اعراقه وقبائله ودياناته وافكاره ..
وان نخرج من هذا التيه والضياع الذي حول حياتنا الي جحيم ..
كفانا اخوتي تيها وضياعا..