أعلن الفريق “شمس الدين الكباشي” نائب قائد عام الجيش (المنصب الذي لم يعرفه الجيش طوال تاريخه)، أعلن عن استعدادهم لإيقاف إطلاق النار والدخول في مفاوضات تفضي إلى تشكيل حكومة مدنية تعد للانتخابات.
وفي خطوة منسقة مع (الكيزان!) صدر بيان باسم المؤتمر الوطني ولاية الخرطوم يخون “الكباشي” على حديثه هذا، حتى يتم تلميعه وتصويره كعسكري محترف غير مرتبط بالكيزان، ولكن في ذات الوقت أصدر المؤتمر الوطني (العام) بيانًا رسميًا ينفي فيه بيان الولاية، ربما حتى لا يتهور حمقى الكيزان الموجودون في “البدروم” مع كباشي.
ومما يؤكد التنسيق ان الكباشي لم يقل كلمة عن الديمقراطية، وتحدث عن حكومة مدنية وليس سلطة مدنية!!وتتشكل هذه الحكومة عبر حوار شامل وجامع ( أي حوار يشمل الفلول وواجهاتهم)!! وان مهمة هذه الحكومة ليست تسوية الملعب لأجل إنتخابات حرة ونزيهة وإنما مجرد عقد الانتخابات. وكل هذه إنما صياغة مخاتلة ومخادعة لأجندة الكيزان السياسية الرئيسية.
والحقيقة ان كل عناصر الكيزان سواء في الاستخبارات العسكرية أو الأمن أو مجموعات التواصل الاجتماعي أو الإتصال السياسي أو العناصر المدسوسة في القوي السياسية والمجتمع المدني تعمل بصورة منسقة مع الكباشي .
ولا يغرن أحد ان ممارسات”الكباشي” الشخصية المعروفة عنه، والتي يتعمد اظهارها، والقول بانه لا يشبه سلوك مسلم ملتزم، فبسبب سلوكياته هذه والموثقة لدي (مكتب ظلام) التابع للتنظيم العسكري “الكيزاني” داخل الجيش، والمتخصص في إبتزاز الضباط بسلوكهم المعيب، استطاع “الكيزان” السيطرة عليه سيطرة كاملة وتجنيده لصالحهم.
وهم يريدون الكباشي كبديل مؤقت عن “البرهان” حتى يكسبوا غالبية الجنود من (النوبة) في انقلاب قصرهم الوشيك.
ولاحقًا حين تستتب الأوضاع لهم بالإطاحة بكل مجموعة البرهان يريدون تسليم القيادة لأحد جنرالات تنظيمهم داخل الجيش، ومنهم اللواء الانقلابي “نصرالدين عبدالفتاح”، قائد سلاح المدرعات السابق الذي أعاده “البرهان” للخدمة مرة أخرى!
وتؤكد معلومات موثوقة ان الكباشي بتنسيق مع “صلاح قوش” و”علي كرتي” شرع منذ عدة أيام في اتصالات مع القوي السياسية المختلفة مستخدمين (غواصاتهم) المدنية بهدف تصوير الكباشي كشخصية عسكرية مستقلة تهدف إلى تحقيق السلام رغمًا عن الكيزان!!.
كما نشطت مجموعات الإعلام التابعة له بقيادة عادل ساتي والطاهر ساتي، ومجموعة الدوحة: ( مزمل أبو القاسم، عادل الباز، فوزي بشري، ضياء الدين بلال.. الخ)، وهي مجموعات تأسست قبل الانقلاب بأشهر لتلميعه على حساب “البرهان”، وقد قام بتأجير مقر رئيسي لها في الخرطوم بالقرب من مبنى الضرائب بالسوق العربي، ويديره “عادل ساتي”، نشطت هذه المجموعات في هذه الأيام في القيام بحملة علاقات عامة لتحسين صورته أمام الشعب.
وأما الصورة الحقيقية للكباشي فهو نفسه لا يقوي على النظر إليها مليًا في المرآة : فهو يعتبر أفسد عناصر الجنرالات الفاسدين قاطبة، سرق الأموال التي كان يحتفظ بها عمر البشير في خزنة منزله مع آخرين، وأشترى فيلته الفخيمة بالخرطوم والأخرى بالقاهرة من أموال السحت وقضاء حاجات رجال الأعمال، كما يسرق مع صبيه “أردول” كرتة الفضة التي لا تدخل حسابات الخزانة العامة، ويتصرف على كيفه في نثريات مجلس السيادة وأموال الاستخبارات العسكرية، ولتقدير حجم هذه الأموال تخيل انه كان يعطي الناظر الفلولي ” محمد الأمين ترك” إبان إغلاقه الميناء (20 مليار جنيه يوميًا)، إضافة إلى مظاريف الصحفيين المرتشين في الداخل والخارج ومظاريف (فاتيات) الاستخبارات العسكريه والأمن .
ويشارك الكباشي الدجال “محمد عثمان” (ممثل على عثمان الاستثماري) في عمولات وأرباح بيع ذهب شركة “سبيكة” الأمنية وشركة “أسوار” التابعة لاستخبارات الجيش بأسواق امارة دبي، إضافة إلى اشتراكه معه في سمسرة إرجاع أموال الكيزان، وهي أسرع القرارات وأكثرها نفاذا بعد انقلاب 25 أكتوبر، بسبب ان أي ممتلكات منهوبة ترجع للكيزان يأخذ فيها الكباشي نسبة عشرة بالمائة على الاقل.
كما يشارك الدجال “محمد عثمان” في تجارته بالامارات (دبي) ، والتي يقيم فيها الدجال ويملك (هوتيل) هناك. وقد بلغت البجاحة والفساد ان خصص الكباشي مكتبا للدجال داخل مجلس السيادة، تم كل هذا تحت سمع وبصر البرهان المتآمر عليه!
هذا إضافة لرشاويه لمناوي ومالك عقار التي يسلمها بصورة مستقلة عن رشاوي “البرهان” و “ميرغني إدريس” !! حتى يضمن ولاء ( مجموعة الموز) له إضافة لولائهم العام للانقلاب.
ولأن الكباشي معطون في الفساد حتى شوشته فهو أكثر الجنرالات عداء للتحول الديمقراطي وعداء للإصلاح الأمني العسكري، وهو أول من دعا لانقلاب ٢٥ أكتوبر ، وظل يدعو ويحرض على الحرب بوهم انها لن تزيد عن الثلاث ساعات!!.
ان خديعة الكباشي المشابهة لخدعة (أذهب للقصر رئيسًا وسأذهب للسجن حبيسا) يجب ألا تنطلي على القوى الديمقراطية المدنية، بل وان أي قيادة سياسية أو مدنية تخرج لتؤيد تصريحات الكباشي المضروبة علينا أن نعلم بان هذه القيادة إما قيادة ساذجة، أو تحت تأثير عناصر قوش المدسوسة أو هي أصلا منها!
لا يلدغ الثوري من جحر الكيزان مرتين.
المصدر: الراكوبة