قبرص تتآمر على محور المقاومة
تقوم العلاقات الدولية على احترام سيادة الدول وعدم التحرش بالغير ، ويلزم ان تعمل كل الدول على مراعاة الخصوصيات ، وعدم التدخل فى شؤون الاخرين ، ومن الضرورى ان تنتبه كل دولة الى تصرفاتها ، بحيث لاتتضرر منها دولة أخرى.
نتحدث اليوم عن مناورات مشتركة تجريها دولة العدو الصهيونى فى دولة قبرص ، وتحاكى هذه التدريبات حربا لاحتلال لبنان باعتبار الطبيعة الجغرافية والتضاريس المتشابهة بين لبنان وقبرص ، وهذه المناورات تعتبر بحق عدوان حقيقى من قبرص على لبنان وسيادتها ، إذ ان لبنان الان فى حالة حرب مع العدو الصهيوني ، واى اشتراك فى اى مناورات للتدريب على العدوان على لبنان تعتبر بحق عدوانا من كل المشاركين فى هذه المناورات.
والشيئ الغريب ان لقبرص علاقة مع لبنان ، مما يعنى ان اشتراكها او بالأحرى استضافتها لهذه المناورات يعتبر اعتداء على لبنان ، وتعريض هذه العلاقات للخطر ، فما الذى يجعل دولة كقبرص تتنكر لقواعد القانون الدولى.
الجيش الاسرائيلي يقول ان هذه المناورات هى الاضخم من نوعها ، وتحاكى حربا اقليمية متعددة الاطراف ، ونعرف انها ليست المرة الأولى التى تجرى فيها مناورات مشتركة بين قبرص وإسرائيل لكنها الاضخم.
الاعلام الاسرائيلي يقول ان هذه التدريبات تهدف إلى تقوية مقدرة القوات الخاصة استعدادا لأى مواجهة محتملة مع حزب الله ، وربما تنحدر الأوضاع بحسب الاعلام الاسرائيلي الى احتمال احتلال لبنان.
فى الاعوام 2019 و 2021 قامت مناورات قالت عنها الصحافة الاسرائيلية انها تحاكى حربا محتملة مع لبنان ، والان تقام هذه المناورات والتى حملت اسم مركبات النار وتعلن إسرائيل عنها بشكل واضح مما يعنى انها تريد جر قبرص الى الاصطفاف معها فى اى مواجهة محتملة خاصة وان هذا من باب الورطة التى ستدخل فيها قبرص وتحرق خط العودة إلى العلاقة مع لبنان ، وتفكر إسرائيل فى جر قبرص الى اى حرب قادمة محتملة ، حتى إذا ما ضربت المقاومة المطارات والموانئ الاسرائيلية كما هو متوقع لجا العدو الى استخدام المطارات والموانئ والقواعد العسكرية القبرصية فى استهداف المقاومة وهذا يعنى ان قبرص ستكون محلا لاستهداف المقاومة ، مما يجعل أوروبا تمتلك ذريعة التدخل المباشر فى اى معركة محتملة ، ولا يخفى على احد ان عضوية قبرص فى الاتحاد الأوروبي ستجعل أوروبا مشاركة فى هذه الحرب ، وهذا ماتهدف له أسرائيل ، والغرض من هذا الأمر احراج محور المقاومة وحزب الله على وجه الخصوص ، وجره إلى مواجهة الاوروبيين جغرافيتهم ودخوله ساحة لا يعرفها معرفته باراضى فلسطين المحتلة ، كما أن هذا يعنى حصول أوروبا على مبرر لدخولها الحرب ضد المقاومة ، وهذه بعض من صور التآمر على المقاومة والتى تلعب فيها قبرص دور الشريك فى المؤامرة.
سليمان منصور