ضرورة توقي خطر الانفلات الامني
الوضع الذي تعيشه بلادنا يبعث على الخوف من الانزلاق نحو فوضي عارمة وانفلات امنى يتهدد الجميع لاسمح الله ، وقد عشنا جزء من سيناريو كأنما اريد له ان يعم ويتوسع ونسأل الله أن يحمى البلاد والعباد ، فقد راينا نشاطا واسعا فى فترات متقطعة لعصابات النهب والسلب الذين وصلت بهم الجرأة إلى محاولة قتل كل من يعترض طريقهم ، وعاش الناس رعبا والمجرمين يسوحون الطرقات في ظل غياب شبه تام للقوى الامنية حتى خيل لكثيرين ان الامر أكبر من مجرد عصابات ومجرمين وإنما يتخطى إلى الجريمة المنظمة التى تقف خلفها قوى مرتبة تخطط لبلوغ أهداف قد تكون سياسية ، وظلت هذه التهديدات تزيد وتقل فتتفاوت من زمان لزمان ومن مكان لآخر ونسأل الله أن يحمي الكل من خطر يتهددهم جميعا.
العميد معاش ابراهيم عقيل مادبو كتب محذرا من خطر يتهدد البلد متوقعا ان تشهد الفترة القادمة اغتيالات مريبة تلفت الأنظار كما عبر عنها ، وقال ان الهدف من هذه الاغتيالات ارباك الساحة ونشر الفوضي ، وقد لايكون الضحية مقصودا لذاته ، إذ يتم التخطيط لجعل هذه الاغتيالات تظهر غامضة لا تفسير واضح لها مما يزيد من تعقيد الساحة فتتضارب التحليلات والتفسيرات وتزيد من غموض المشهد المحتقن
وتتفشي حالة عامة من مشاعر الخوف والبلبلة والحيرة والتي ستفضي إلى شيوع الفوضى وإنعدام الثقة في السلطات القانونية أو الحكومة، ومتى ما عمَّ هذا الفهم وترسَّخ في الأذهان، فمن الطبيعي أن تتحول ولاية الخرطوم أو بقية الولايات إلي المزيد من جحيم الانفلات الأمني والمزيد من التدهور، وسيقود هذا الفهم السالب والخوف الغريزي، إلى أن يحمل المواطنون السلاح لحماية أنفسهم ومحاولة تنفيذ العدالة خارج اطار القانون، وطالما بَقِيَ السلاح خارج أطار الدولة فسوف يستمر العبث بالأمن والامان، وتتعاظم تجارة السلاح، وتنشط العصابات والعناصر المتفلتة في خرق القوانين، والتخريب، والنهب المسلح، وشيوع القتل، وتحدي الدولة وانهيارها، فإنتشار هذا الكم الهائل من السلاح خارج سيطرة الدولة يجعله يشكل خطراً حقيقياً على الاستقرار الأمني والاقتصادي والسياسي والإجتماعي.
ويقول العميد مادبو انه قد بات واضحا ان هناك جهات وعناصر تعمد إلى إثارة الرأي العام بإرتكاب بعض الأغتيالات والجرائم دون الاستدلال على الفاعل، وهذا يقود إلى التساؤل المعهود عن مسئولية الدولة عن الجرائم مجهولة الفاعل، ويورد سعادة العميد نماذج لهذه الجرائم الغامضة التى تستهدف ارباك المشهد ومنها
أ. اغتيال مواطن اثيوبي بالحارة 23 الثورة.
ب. اغراق البلاد بالمخدرات.
ج. اغتيال شرطي بالحارة 26.
د. طعن امرأة الحارة 99.
هـ. اغتيال جندي شرطة عسكرية الحارة 61.
اعلاه بعض الأمثلة التى تجعل من الجريمة الغامضة تغطى مساحات من البلد بكل اسف.
اننا جميعا مطالبون بمواجهة هذه المخاطر المحدقة بالبلد والتى ستطال آثارها السالبة الجميع ولابد من تكاتف الجهود لتلافى هذا الخطر.
سليمان منصور