أخبار السودان :
ضرورة التوقف عند جريمة الأبيض
تحدثنا في هذه المساحة امس عن الخطر الكبير المحدق بالبلد جراء التجييش والتحشييد على أسس مناطقية وجهوية واستهداف الناس بناء على انتمائهم ، ونعود لنؤكد على حقيقة مهمة جدا وهي ان هذا السودان قوي وغني بتنوعه وتمازج اهله وتعايشهم ، ولن يكون بمقدور اي جهة هزيمة اهل السودان ما داموا متحدين متماسكين.
ونحن نتحدث عن هذه القضية تحضر بقوة القصة المؤلمة التي يقال انها حدثت في الأبيض ، إذ تم تداول فيديو على نطاق واسع يقال انه لشباب من المسيرية تم ذبحهم على خلفية انتمائهم القبلي ، وتقول الرواية انهم مدنيين لاعلاقة لهم بالعمل العسكري وكانوا مسافرين وعند عبورهم بالأبيض تم إنزالهم من المركبة واعدموا بتهمة الانتماء للدعم السريع.، وقيل ان ضابطا من الجيش أصدر التعليمات باعدامهم وأشرف على الجريمة ضابط اخر وسط تكبير الحضور.
ولابد ان نقول ان هذه الجريمة المنكرة البشعة لا يمكن القبول بها او تبريرها ، ويلزم ان تتم إدانتها باقوى العبارات ، و هذا الضابط المجرم ومن معه يلزم ان يعاقبوا ، ولابد من التفريق بين المجرمين القتلة وانتماءهم العرقي ، فهؤلاء الجناة لايمثلون الا أنفسهم ، واهلهم وعشيرتهم وقبيلتهم غير مسؤولين عنهم حتما
ويلزم ان ننتبه لكلامنا جيدا فالمجرم لا دين ولا انتماء فكرى او مذهبي له كما أنه لا قبيلة له
وكما لايمكن أن نعاقب المسيري والرزيقي والحازمي والسلاماتي وغيرهم من أهلنا في الغرب بجرائم ابنائهم الدعامة التي خرجت عن أي معقول واصبحت شبيهة بافعال الدواعش والصهاينة ايضا لايمكن أن نحاسب الشايقي والجعلى وعموم اهل الوسط و الشمال بجرائم الجيش وكتائب الاسلاميين فالمسؤولية عن الجريمة تلاحق صاحبها ولا تتعداه إلى من يشترك معه في الانتماء
، ومن المهم القول ان هذا الفيديو المتداول لايبين بوضوح هل الموتى ذبحوا في أثناء المعركة أم بعدها ، أم لم يكونوا في المعركة أساسا ، إضافة إلى أن مكان وزمان الفيديو غير واضحين.
ان الاحتقان الحاصل حاليا لدى الطرفين يجعل من غير المستبعد حدوث مثل هذه الجرائم ولكنها لا تعدو كونها تصرفات فردية. وليس من مصلحة الجيش السماح لأفراده بارتكاب مثل هذه الجريمة خصوصا في الأبيض التي يعيش في أحيائها الجنوبية آلاف المسيرية ، أضف إلى ذلك وجود مئات المركبات القتالية للدعم السريع حول المدينة ، ومثل هذه الجريمة تشعل فيهم الحمية للقتال
نأمل أن يتوقف الجميع مع هذا الحدث ويؤكدوا على رفضهم له وفي نفس الوقت يرفضون الزج بالتنوع الاثني والاجتماعي والمناطقي في اتون هذا الصراع الصعب ، وليتواضع الجميع على ابعاد الفتنة عن البلد يكن اسلم لهم جميعا.
سليمان منصور