أخبار السودان :
زيارة عادية ام..؟ بن زايد في اديس
من الطبيعي ان يتبادل الزعماء الزيارات ، وليس مستغربا بحال ان نري هذا او ذاك من زعماء الدول او المسؤولين يحطون في هذه العاصمة او تلك ، وحتى زيارتهم لمدن اخرى ، وربما مواقع هنا او هناك ، نقول كل هذا ليس غريبا ، فالزيارات امر طبيعي ، لكن زيارة رئيس الإمارات الشيخ محمد بن زايد الى أثيوبيا كانما خرجت عن هذه القاعدة ، اذ رافقتها اسئلة قد تبدو للوهلة الاولى ليست ذات جدوى ، لكن شخصية الرجل ، وطبيعة تحالفاته وعلاقاته ، وتداخل الملفات مع بعضها ، والغموض الذي يكتنف حراك الرجل والتعقيدات التي يدخلها ، وكثير من الازمات المرتبطة به وبسياسته ، هذه وغيرها عوامل كفيلة بطرح الاسئلة حول زيارته اديس ابابا ، والخفايا التي يحملها والنتائج المتوقع ان تخرج بها هذه الزيارة.
وقد احتفت اديس ابابا بالزيارة احتفاء كبيرا ، وعلى طريقتهم الخاصة ابدى الاثيوبيون فرحتهم بالضيف الكبير ، الذي ضم وفده المرافق أخيه ونائبه منصور بن زايد ، وإبنه حمدان بن محمد ، الى جانب كبار المسئولين بالدولة فى قطاعات الأمن الوطنى ، التجارة ، الإستثمار ، الزراعة والأمن الغذائى ، الطاقة ، التكنولوجيا وغيرها.
وتُعد الإمارات ثاني أكبر شريك تجاري لإثيوبيا بعد الصين ، حيث بلغ حجم التجارة غير النفطية بين البلدين 1.4 مليار دولار في عام 2022. فيما بلغت الواردات الإماراتية من إثيوبيا 628 مليون دولار.
وتأتى هذه الزيارة ، فى توقيت تشهد فيه اثيوبيا والإمارات ، اضطرابا وتوترا فى ملفات داخلية وخارجية ، وفى أغلبها ملفات مشتركة مرتبطة بتطورات الأوضاع فى شرق وغرب إفريقيا ، وألقت بظلالها على الأوضاع الداخلية فى كل دولة ، وعلى مصالح الدولتين الثنائية المشتركة فى الإقليم.
والمعروف عن الحليفان (بن زايد وابي احمد) انهما على توافق تام ويتبادلا الأدوار ، ففي زيارته الغير معلنة الى القاهرة ناقش محمد بن زايد مع المصريين ملف سد النهضة ومصالح اثيوبيا فيه ، الى جانب ملف السُودان المضطرب والمحترب بشكل يُهدد المصالح المصرية بشكل مباشر ، وربما تشمل الزيارة مناقشة تسوية ما لمصالح اثيوبيا فى سد النهضة ، ومصالح مصر وبالطبع الإمارات فى السودان .
وقام أبى احمد ، بأدور كبيرة فى سبيل انقاذ مشروع الإمارات الذى بدأ فى التضعضع وربما التلاشى فى شرق وغرب إفريقيا جراء المغامرات الإماراتية الفاشلة فى المنطقة ككل ، خاصة الجارية الآن فى السودان ، التى تشهد نهاية وشيكة لأهم أدوات مشروع الإمارات الإستراتيجي التوسعى بالمنطقة ( الدعم السريع السودانى، + فاغنر الروسية).
و تسعى الإمارات لتدراك مشروعها و إنقاذ ما يمكن إنقاذه ، اذ واصلت دعمها العسكرى واللوجستى والسياسى لقوات الدعم السريع المتمردة ، وذلك أملاً فى اطالة الحرب وصمود المتمردين فترة تُمكنها من الوصول لصيغة ولتسوية سياسية تحفظ لها مصالحها ونفوذها في السودان ، مُستخدمة فى ذلك عملائها واعوانها في الداخل ، وحلفائها من رؤساء بعض دول المنطقة ، فى مقدمتهم حليفها المهم ابي احمد النافذ فى الإتحاد الإفريقى ومنظمة الإيقاد والمؤثر على بعض رؤساء دول الإقليم.
هذا اذن بعض ما تسعي ابو ظبي لتحقيقه عبر اديس ابابا وغيرها من العواصم التي تدور في فلكها وتعمل من اجل تنفيذ مخططها.
سليمان منصور