أخبار السودان : بسم الله الرحمن الرحيم، كمعظم أبناء وبنات وطني فانا علي قناعة تامة بأن حكم العسكر سيسقط و أننا موعودون, إن شاء الله, بوطن عاتي , وطن خَيِّر و ديمقراطي . في هذا المقال أطرح بعض الافكار التي ربما تعجل بسقوط العسكر واستعادة بلدنا بخسائر أقل في أرواح شبابنا الغالية دماؤهم .
لاشك أن أهم مالايقال من قبل العسكر الانقلابيين حول سبب أصرارهم علي حكم شعب يرفض حكمهم هو خوفهم من المحاسبة علي جرائمهم البشعة التي أقترفوها بحق الوطن, و أهمها مجزرة ميدان القيادة وقتل المتظاهرين العزل في التظاهرات التي تلت ذلك و حتي اليوم .مااقترحه هنا هو نوع من المقايضة (التي لاتلغي حق أولياء دم الشهداء في القصاص بل تؤجل ذلك .) بحيث يتم الاتفاق مع الانقلابيين علي تسليم السلطة مقابل التعهد لهم بعدم النظر في جرائمهم إلا بعد أنقضاء الفترة الانتقالية و قيام حكومة منتخبة, تقوم الحكومة المنتخبة بالنظر في تلك الجرائم .
أعتقد بأن هذا الحل, لو عُرِضَ عليهم في مقترح من قِبلْ كل قوي الثورة السودانية, ربما يقبله العسكر كمخرج لهم من الورطة التي حشروا أنفسهم فيها . ولكن هل يرضي به الثائرون وخاصة أبناءنا و بناتنا في لجان المقاومة؟
بخصوص تأجيل العدالة والقصاص لبعض السنوات وذلك حتي يتم التفاهم مع الدكتاتور لتعجيل تنازله عن السلطة , أتمني من قادة لجان المقاومة أن يدرسوا تجربة الثورة التشيلية التي أطاحت بحكم الجنرال بنوشية . فالجنرال بنوشية قام بانقلاب عسكري في ١٩٧٣ ضد الرئيس التشيلي المنتخب سلفادور الليندي . أعقب الانقلاب اعتقال حوالي ال المائة وثلاثون الفا من الناشطين اليساريين و نشطاء نقابات العمال , في السنوات الثلاث التي تلت الانقلاب, حتي ضاقت بهم السجون و حينها أستخدم بنوشية و زمرته استادات شيلي لكرة القدم لسجن حوالي الاربعين الف سجين سياسي (المصدر وكبيديا) . تم اختطاف بعض أطفال النشطاء المسجونين و أعطائهم لعسكر الانقلابيين الذين لاأطفال لهم بغرض تبنيهم و الادعاء بابوتهم لهم . إرتكب بنوشيه و عسكره كثير من المجاز ولعل افظعها رمي السجناء, وهم أحياء, من طائرات عسكرية محلقة في علو شاهق .
للخلاص من بنوشيه , وعدته القوي السياسية التشيلية إن هو ترك السلطة أن يضمنوا له منصب القائد العام للجيش , وبالفعل حصل له ذلك من تاريخ تخليه عن الرئاسة في ١٩٩٠ حتي ١٩٩٨ , ثم بعد ذلك وافقوا علي تنصيبه سيناتور بالسلطة التشريعية مدى الحياة اعتبارا من ١٩٩٨. ولكن لاحقا تم إعتقاله و توجيه اكثر من 300 تهمة له . ومات ذليلا و هو قيد الاعتقال .
أيضا من المهم لقوي الثورة السودانية أن تتوحد حول برنامجا تفاوضيا واحدا مختصرا, تفاوض به فولكر /امريكا/الاوربيين و غيرهم. و يمكن أن يشمل البرنامج التفاوضي المطالب التالية التي لن تتراحع عنها قوي الثورة :
1- لامجال ولا مكان للعسكر في اي سلطة خلال الفترة الانتقالية , ويمكنهم تكوين مجلس دفاع من أهم مهامه دمج قوات الدعم السريع و محاربي الحركات المسلحة في الجيش . أي أن تكوين جيش قومي واحد هو شرط أساسي لاتنازل عنه .
2- تأجيل محاسبة الانقلابيين وكل من سفك دماء الثوار لما بعد انتهاء الفترة الانتقالية .
3- تحديد مدة الفترة الانتقالية و أهم مايجب أنجازه خلالها.
4- التوافق علي شكل نظام الحكم خلال الفترة الانتقالية: مثل أن تكون السلطة التنفيذية بحوزة رئيس وزراء/و حكومة تكنوقراط غير حزبية يعينها , يمكن أن يقيلها, ويراقب اداءها جهاز تشريعي/برلمان يتكون في غالبيته من شباب و شابات لجان المقاومة .
الإتفاق علي بنود تفاوض واضحة تلبي رغبة الثوار و الشارع سترفع حرج التفاوض الذي ترفضه قوي الثورة ولايعرف المجتمع الدولي شيئا غير التفاوض لحل النزاعات. وبذلك يمكن لممثلي الثورة التفاوض مع الوسطاء دون حرج . إذ أنهم يتفاوضون مع الطرف الآخر علي كيفية تنفيذ البنود التي إتفق عليها الثوار.
المصدر: سودانایل