أخبار السودان :
رسالة معبرة للمجتمعين في جده
يوما بعد اخر تزداد مناشدات العديد من اهل السودان للمجتمعين في مدينة جدة ، ممثلين لطرفي الصراع الدامي ، والذي اودي بحياة اعداد كبيرة من الابرياء ، وسقط اضعافهم جرحى ، اضافة الى اعداد كبيرة من المفقودين ، هذا غير التدمير الشامل الذي تعرضت له البلد ، والخسائر الهائلة جدا التي مني بها الاقتصاد على المستووين العام والخاص ، مما أعلى من الأصوات المطالبة بضرورة ايقاف الحرب ، ودفع الكثيرين الى تأييد الجبهة العريضة المناهضة للحرب.
ونجد انفسنا متفقين مع دعوة الدكتور عبد المحمود أبّو الموجهة الى المتفاوضين في جدة
وهذه باختصار اهم بنود الرسالة :
# الترحيب بقرار العودة للمفاوضات ، اذ الخاسر في هذه الحرب أولا وأخيرا الوطن، فالقتلى سودانيون، وأي يوم تستمر فيه الحرب تتضاعف فيه الخسائر، وتتعمق المآسيج
# التذكير بأن الأرواح التي أزهقت، والإنتهاكات الإنسانية التي وقعت، والموارد التي أهدرت، والدمار الذي طال المرافق العامة؛ كل هذه الخسائر تقع على عاتق من أشعل الحرب، ومن يغذيها، ومن يصر على استمرارها، وهي مسئولية تنوء بحملها الجبال وتلاحق أصحابها
# مهما كانت مبررات الحرب وتقديراتكم، فإنها حققت خلاف مقصودها، وكل أمر حقق خلاف مقصوده فهو باطل، والعاقل من حاسب نفسه قبل أن تحاسب، والحكيم من اتعظ بغيره،
# أظهرت الحرب هشاشة الدولة، وضعف مؤسساتها، وخلل التماسك القومي، مما يوجب إنهاءها فورا، والالتفات لبناء دولة قوية تعالج العلل التي أظهرتها الحرب، وتسد الثغرات التي ظهرت ، ولا يكون ذلك إلا بتأسيس مشروع قومي متماسك ، يتجاوز النظرات الضيقة ، ويبني دولة المواطنة التي تدير التنوع بالعدل ، وتصون الحقوق ، وتحترم كرامة الإنسان ، وتلتزم التزاما صارما بالدستور الذي يقره الشعب عبر مؤسساته المنتخبة.
# ضعوا أمامكم وأنتم تتفاوضون صور الأمهات الثكالى ، والنساء الأرامل ، والأطفال اليتامى ، والمشردون في معسكرات اللجوء والنزوح ، والعالقين في المعابر ، والجرحى ، والمرضى الذين فقدوا العلاج ، ومئات الآلاف من المواطنين الذين فقدوا مصادر كسب العيش ، وغيرهم من ضحايا هذه الحرب ، ولا تستمعوا إلى تجار الحروب والمنتفعين من الأزمات، والذين ماتت ضمائرهم ، هؤلاء طبع الله على قلوبهم فصارت( كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً)، وهؤلاء لن يفيدوكم في ( يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ وَصَاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ)، تذكروا ذلك وأنتم تتفاوضون، فأنتم مسئولون عن مواقفكم وقراراتكم أمام شعبكم وأمام التاريخ وأمام الذي يعلم السر والنجوى.
سليمان منصور