أخبار السودان :
حرب الخرطوم تفاقم الازمة الإنسانية
من المقطوع به ان اي حرب تؤدي الى زيادة معاناة الناس ، وان طول زمن الاقتتال يقود الى المزيد من المشاكل التي يصعب علاجها ، وسوف تمتد اثارها طويلا ويصعب ترميم ما انكسر واعادة اصلاح الاعطاب وعلى راسها اعطاب النفوس التي حفرت فيها هذه الحرب اللعينة عميقا وجعلت النسيج الاجتماعي والتعايش المشترك مهددا بل في خطر داهم.
ومن صور المعاناة التي تتفاقم يوما بعد اخر بسبب استمرار الحرب ، من صورها اضطرار اعداد كبيرة من مواطني ولايتي الخرطوم وغرب دارفور الى النزوح عن ديارهم والابتعاد عن منازلهم التي طالها النهب والسلب والتدمير مما زاد من ازماتهم وضاعف من معاناتهم.
المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين وفي تقرير لها صدر قبل ايام رسمت صورة قاتمة للوضع الإنساني في السودان ، متوقعة وصول أكثر من 1.8 مليون شخص من السودان إلى 5 دول مجاورة بحلول نهاية العام.
وطالبت المفوضية بجمع مليار دولار لمساعدة الفارين، في غمرة تقارير عن ارتفاع معدلات الإصابة بالأمراض والوفيات.
ويبلغ التقدير مثلي ما توقعته المفوضية في مايو بعد بدء الصراع بوقت وجيز وبزيادة 600 ألف عن تقدير مؤقت.
وفر بالفعل أكثر من مليون شخص من السودان إلى دول مجاورة، مثل تشاد ومصر وإثيوبيا وجنوب السودان وجمهورية أفريقيا الوسطى، في خضم هذه الاشتباكات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع الخرطوم وبعض المناطق والتي اوشكت ان تكمل شهرها الخامس وسط مطالبات متواصلة بوضع حد لهذا الصراع
وقالت منظمة «أطباء بلا حدود» إن آلاف الأشخاص وصلوا إلى مركز استقبال في جنوب السودان، مضيفة أن كثيراً منهم كانوا مرضى ومنهكين بعد رحلتهم في النيل الأبيض. ومن المنتظر أن تستقبل جنوب السودان ثلث الفارين البالغ عددهم 1.8 مليون.
وأضافت أن آخرين لقوا حتفهم على متن قوارب خلال الرحلة التي استمرت نحو 3 أيام.
وعبرت المفوضية عن قلقها الشديد على صحة الوافدين الجدد بعد رصدها ارتفاعاً في معدلات سوء التغذية والأمراض، مثل الكوليرا والحصبة في بعض تجمعات النازحين
وقال مامادو ديان بالدي، منسق المفوضية للاجئين في شرق أفريقيا ومنطقة القرن الأفريقي: «من المحزن بشدة تلقى تقارير عن وفاة أطفال بسبب أمراض كان من الممكن الوقاية منها بالكامل، إذا كان لدى الشركاء موارد كافية… لم يعد من الممكن تأجيل العمل».
وقال متحدث باسم المفوضية لـ«رويترز» إن المناشدة المعدلة لجمع مليار دولار تمثل زيادة بنحو نصف مليون دولار وتأخذ في الحسبان اللاجئين الإضافيين وتمديد البرامج لمدة شهرين إضافيين حتى نهاية ديسمبر المقبل. وقال إن المناشدة الإقليمية الجديدة لم تجمع إلا 19 في المائة من المبلغ المطلوب.
سليمان منصور