حديث الانقلابيين عن حقوق الانسان والإرهاب
قيل اذا لم تستح فاصنع ما شئت ، وقيل فاقد الشئ لايعطيه ، والى غير ذلك من الاقاويل التى على هذا المنوال ، ونقول يا للعجب ، عن اى حقوق يتحدث وزير عدل الانقلابيين؟ الا يستحى الرجل؟ كيف يقف امام مؤتمر دولى لحقوق الإنسان ومكافحة الإرهاب ليتحدث عن جهود حكومته فى هذا الباب وهى التى وادت حق الناس فى اختيار نظام حكمهم بانقلابها المشؤوم فى الخامس والعشرين من اكتوبر ولازالت تمارس القهر والقمع والعنف المفرط وصولا إلى قتل المحتجين السلميين ، وتغييب عمدى لحقائق ماجرى ويجرى من اعنداءات وتجاوزات بحق الوطن والمواطنين ، ومع ذلك لا يجد السيد الوزير حرجا من التحدث عن جهودهم لرعاية حقوق الإنسان ومكافحة الإرهاب ، والواقع انهم اكبر المنتهكين لحقوق الإنسان ، ومن ممارسى الإرهاب المنظم لا مكافحيه ، فعجبى مما يقوله هذا الرجل وعجبى ممن يصدقونه.
بتاريخ 10 – 11 مايو انعقد مؤتمر حقوق الإنسان والإرهاب بمدينة ملقا الإسبانية ، والذى نظمه مكتب الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب ، وقد شارك السودان ممثلاُ في وزير العدل بالمؤتمر الدولى رفيع المستوى.
ومن ما قاله السيد الوزير فى هذا اللقاء
تعلمون أن بلادنا تمر بفترة انتقالية تحكمها وثيقة دستورية صدرت فى العام 2019 تعديل 2020 حوت منظومة متكاملة لحقوق الإنسان وحرياته الأساسية لا يجوز تقييدها إلا وفقاً لإجراءات يحددها القانون.
ونقول للسيد الوزير كيف ولماذا قيد الانفلابيون هذه الوثيقة الدستورية وباى حق ؟ أليس هذا هو الطغيان نفسه؟
وقال السيد الوزير :
وقد أولت حكومة بلادى إهتماماً كبيراً لمكافحة الإرهاب لما يمثله من تهديد للسلم والأمن الدوليين لإيمانها بضرورة عالم يسوده الأمن والسلم، ويحقق الإزدهار والتنمية لكافة الشعوب ، ولموقفه الثابت الداعى الى نبذ العنف والتطرف بكافة اشكاله ومظاهره أيّاً كان مصدره بموجب عضويتها فى المنظمات الدولية والإقليمية .
ونقول للسيد الوزير الا تستحى يارجل؟ اليست سلطتكم هذه هى إحدى أوجه الإرهاب؟ ، وإذا تركنا جانبا اى خلاف معكم حول ممارساتكم فماذا انتم قائلون عن أوضح مصاديق إرهاب الدولة المنظم؟ هل يساوركم أدنى شك فى ان دويلة الكيان الصهيونى العنصرى الغاصب هى أوضح مصاديق الإرهاب؟ أليس التطبيع مع العدو الصهيونى يبطل ادعاءك بأنكم تشتركون فى جهود دولية لمكافحة الإرهاب؟ ان أسرائيل هى اس الإرهاب ولايمكن لأى احد يقيم علاقات معها او لايمانع من ذلك لايمكنه ان يتحدث عن حقوق الانسان ومكافحة الإرهاب.
سليمان منصور