أخبار السودان :
تضارب الاجندات يعقد مشهد الصراع
قبل ان تندلع هذه الحرب اللعينة والارهاصات كانت تؤشر الى قرب الأنفجار ، اذ ان التوتر بلغ حدا غير مسبوق ، في ظل تحشيد كبير للجيوش ، حتي راج الحديث عن وجود ثمانية جيوش بالخرطوم ، الامر الذي كان ينذر بالكارثة في اي لحظة ، والان وقد حلت ببلادنا هذه الكارثة المروعة حري بنا ان نقف مع انفسنا قليلا ونتساءل ، تري ما الذي يعقد المشهد ويقود دوما الى التأزيم في ظل تاكيد جميع الأطراف (بما فيها المتحاربة) حرصها على تحقيق السلام ، وانقاذ البلد من هذا الواقع المأساوي الذي اوقعها فيه تناحر بنيها وبحثهم عن مصالحهم الخاصة وان تعارضت مع المصلحة العامة ، وايضا تداخل وتعارض الاجندات ما بين داخلى وخارجي ، والصراع المحموم عالميا حول كثير من الموارد والمواضيع ، وعلينا ان ننتبه جيدا لهذا الامر ، ونقرأ من خلاله مشاكلنا وقضايانا التي تستعصي على الحل ، وعلى راسها هذه الحرب سيئة الصيت والنتائج.
لسائل ان يطلب الإجابة حول التداخلات والتجاذبات التي تسهم في تسعير الحرب ، واطالة امد معاناتنا ، ويمكن ان نشير الى بعضها على شكل نقاط.
اولا : التنافس الدولى على الاقليم ، ونحن في لب صراع القوي الكبري ، اذ انهم يستخدمون بلادنا كاحد ميادين نزالهم ، فيتآمرون ويكيدون على بعض ، بل يضربون بعضهم بعضا بنا وعندنا ، فنحن ادواتهم ، بنا يتقاتلون فيكون المغرم علينا والمغنم لهم ، لذا ليست هناك رغبة عندهم في إنهاء صراع هم من اشعلوه وتقتضي مصالحهم استمراره
ثانيا : المطامع الكبري لكثيرين في الاقليم وخارجه في مواردنا والرغبة في ابقائنا بحالة اللا استقرار التي يسهل على كل طامع ان يستغلها وصولا لمبتغاه لذا يغذون الصراع كل بطريقته ووفقا لما يتاح له وان توقفت الحرب تتعطل مصالحهم لذا يجتهدون لتأجيج نيرانها.
ثالثا : العاملون في تجارة الحدود ، وهؤلاء ليس كما يتبادر الى الاذهان افرادا فقط او حتي شركات تظهر في الواجهة انما خلف هذه التجارة المربحة جدا شركات كبرى وتحالفات رجال اعمال التقت مصالحهم وعملوا معا في هذا الامر بحيث وفر لهم عوائد ضخمة جدا لم يوفروها ولن يوفروها في مكان اخر ، فهم احرص الناس على ابقاء الحدود علي ماهي عليه ، اذ ان حالة اللادولة تعني غياب الربط والحزم والرقابة والتدقيق حيث تدخل وتخرج البضائع والاموال بحسب رغبة التجار ، ولا مكان لفرض اي قيود على السوق ، سواء تنظيمية او ادارية او رقابية ، مما يعني تخفيف كبير جدا من التكاليف التي كانت ستذهب للجانب الحكومي وما يترتب عليها.
رابعا : المنظمات الدولية المتربحة من قضايا الاحتراب وما يترتب عليه من اغاثات ونزوح ومعالجة اثار ذلك ، وهناك بعض المنظمات ثبت انها تمارس ادوارا سالبة جدا في تغذية هذا الصراع واطالة امده.
هذه بعض النقاط التي يمكن القول انها عرضت لبعض عوامل تعقيد المشهد.،. ويمكن ايراد المزيد لكن في هذا كفاية
سليمان منصور