أصدر البرهان قرارات سرية تقضي باستيعاب مجموعات كبيرة من أذرع النظام السابق العسكرية داخل القوات المسلحة.
وفي سياق ارتفاع حدة الخلافات بين قائد الجيش وقائد قوات الدعم السريع ، أصدر البرهان قرارًا بضم مجموعة كبيرة من هيئة عمليات جهاز الأمن والمخابرات (جهاز أمن النظام البائد – الذراع العسكري المتوحش) – ومجموعات من حرس الحدود والتي يقودها موسى هلال وارتكب بها جرائم الحرب والإبادة الجماعية في دارفور، واستيعابهم داخل القوات المسلحة.
كما أصدر قرارًا باعتبار (قوات الدفاع الشعبي) – التنظيم العسكري للحركة الاسلامية- باعتبارها قوات احتياط للقوات المسلحة.
وقالت مصادر في دارفور للراكوبة انها شاهدت مجموعات ضخمة من قوات حرس الحدود القبلية وهم يتزودون بالمؤون في سوق مدينة “كباكابية” بولاية شمال دارفور، قبل توجههم لحامية الجيش العسكرية للانضمام للقوات المسلحة.
وأكدت مصادر في الخرطوم بأن قائد الجيش الفريق أول عبدالفتاح البرهان أصبح تحت يد التنظيم الاسلامي داخل الجيش، والذي يجرّه لحرب قوات الدعم السريع، التي أعلنت انحيازها للمدنيين وتسليم السلطة لحكومة مدنية تقود مهام التحول الديمقراطي وبناء دولة يسودها حكم القانون، الأمر الذي ترفضه الحركة الاسلامية وتناهضه بواسطة منسوبيها داخل الجيش ، وهي الأذرع التي يستعين بها الفريق البرهان للدخول في مغامرته ضد قوات الدعم السريع.
وقال مصدر سياسي في الخرطوم ، ان البرهان يسير على نسق الفريق الكباشي والفريق ابراهيم جابر ورئيس الاركان محمد عثمان الحسين في انحيازه الواضح للكيزان ضد رغبة الشعب الذي أسقطهم في ثورة ديسمبر 2018، وأتت بالبرهان الذي كان مغمورا على رأس قيادة الجيش.
وقطع المصدر باستحالة موافقة البرهان على تسليم السلطة لحكومة مدنية، لجهة انه أصبح لا يملك قراره وانما ينفذ أوامر الحركة الاسلامية، التي تسيطر على الجيش واستخباراته وجهاز المخابرات العامة.
وأضاف بان البرهان يراوغ المدنيين- قحت اللجنة المركزية – في مفاوضات القصد منها كسب الزمن فقط قبل الانقضاض على الثورة برمتها ومحو آثارها.
قائلًا: ( البرهان يتعذر تارة بالتوافق الوطني، ثم بدمج قوات الدعم السريع، ولم يتبق له سوى شن الحرب على قوات الدعم السريع واتخاذ اجراءات طواريء حربية تخول له الحكم منفرداً).
وسخر المصدر من البرهان قائلًا بانه لسذاجة وحمق يتميز بهما، يظن بأن شن حرب على قوات الدعم السريع ستخول له أو لكيزانه حكم البلاد، وهذه خلاصة جاهلة وفطيرة، فأول رأس ستطيح بها هذه الحرب حال اندلاعها هي رأس البرهان نفسه، وسوف تدخل الاسلاميين في السودان في تجربة أشبه بتجربة الشيوعيين مع جعفر نميري.
وقال المصدر إن الحرب ضد قوات الدعم السريع، المعروفة بانسجامها وتنظيمها الإداري وصرامتها وشراستها في القتال، ليست نزهة، وسوف تحوِّل البلاد إلى محرقة، وربما تمزقها.
ووصف المصدر قرارات البرهان باستيعاب قوات ومليشيات النظام السابق في الجيش بالردة، قائلًا: (كلما أحسن الناس الظن بالبرهان يجدونه يفوق أسوأ الظنون).
المصدر: الراكوبة