تبقى القدس هى البوصلة
مئات الالاف من الاحرار ، احتشدت بهم العديد من المدن ، فى شتى بقاع الأرض ، وبالذات منطقتنا العربية والإسلامية ، ينادون بنصرة القدس ، ويعترضون على التطبيع الذى اختاره بعض الاذلاء من بنى جلدتنا بكل اسف.
كانت رسائل يوم القدس العالمى ، والتى بعثها الالاف الشرفاء واضحة لا لبس فيها تقول للعالم أجمع أن القدس ليست للبيع ، وان الأقصى واحد لايقبل القسمة على اثنين ، وأنه لا إمكانية للاعتراف بإسرائيل ، بل يلزم أن تتم إزالتها من الوجود تماما ، فهى غدة سرطانية لابد من استئصالها – كما عبر الامام الخميني – ، وهى ورم خبيث لن يكون الجسم العربى والإسلامى معافى ما لم يتم إزالة هذا الورم تماما .
كانت الفكرة من إعلان يوم القدس ان تتاح الفرصة للعرب والمسلمين وعموم الاحرار ليؤكّدوا على ضرورة مناصرة إخوانهم الفلسطينيين ، ودعم مقاومتهم ، وسعيهم لتحرير أرضهم ، وطرد الغازى المحتل ، وهذا ما تحقق بصورة واضحة ، فهذه هى الجموع الحرة الشريفة فى اليمن تسجل كل عام اكبر حضور فى الساحات ، وهاهم أهل اليمن الشرفاء يملأون الطرقات فى ارجاء البلاد ، إذ خرج الاحرار فى يمن الحكمة والإيمان فى خمسين مدينة ومنطقة وساحة يهتفون بنصرة القدس , ويرفعون صوتهم بأن الموت لأمريكا وإسرائيل ، وان النصر للاسلام ، وهذا ما كان يرجوه الامام الخمينى ، اى توجه العالم إلى اعتبار أن القدس هى قضية المسلمين ، وقد تحقق هذا فى اليمن وإيران وباكستان والبحرين والعراق ولبنان وفلسطين وسوريا وبعض البلدان الإفريقية والأوروبية ، وفى كل عام تزداد دائرة المناصرين للقدس المنكرين لما تسمى بمشاريع السلام و التسوية .
وفى غزة الصمود والجهاد والتضحيات كان الاحتفال مهيبا وأعظم ما فيه أنه شهد تلاحم جبهات محور القدس فمن طهران صدع قائد حرس الثورة اللواء حسين سلامي،
مخاطبا الفلسطينيين قائلا نحن معكم ولا تهنوا
قائد حرس الثورة في إيران ، الذي تحدّث للمرة الأولى في مهرجانٍ جماهيري في فلسطين المحتلة وجه تحية لكل شعب فلسطين ، وتحدث اللواء سلامي محييا الشهداء الأبرار الذين تسطع فلسطين بهم .بحسب تعبيره.
ان هذا الخطاب من طهران وصنعاء وبيروت ودمشق وبغداد وكراتشى والمنامة وغيرها من مدن العالم انما يبين أن القدس وحدت الامة وجمعتها حولها فكانت القدس هى البوصلة التى يتجه إليها الاحرار ويصححون بها مسارهم ، وهى المعيار الذى تقاس به القضايا واحقيتها والمظلوميات ومدى وضوحها ، وهذا ما رمى إلى تحقيقه الإمام الخمينى بإعلانه الجمعة الأخيرة من شهر رمضان يوما عالميا للقدس ، وقد رأينا كيف أن خروج مئات الالاف من احرار العالم نصرة للقدس كيف أن هذا الفعل يغض مضاجع الظلمة المستكبرين ، وكيف يصيح عملاؤهم ويرتبكون بل يعمد بعض حكامنا إلى التضييق على الراغبين فى إحياء مراسم يوم القدس وبعضهم يعتقل المناصرين للأقصى كما فعلت السعودية باعتقالها سابقا قادة من حماس بتهمة جمع تبرعات لكيان ارهابى (حماس) بحسب تصنيفها ، ومؤخرا ضاقت حتى بمن يدعو الله أن ينصر الأقصى والمجاهدين فاعتقلت معتمرا فلسطينيا وجريمته انه يدعو الله لنصرة الاقصى…البوصلة …
سليمان منصور