أخبار السودان :
تباين الرؤي حول التطورات الأخيرة
في سبيل البحث عن أي مخرج من الازمة الحالية ، وما ينهي معاناة الناس أو على الاقل يخفف منها ، فان كثيرا من الناس ظلوا يترقبون اجتماع هيئة الايقاد لعله يخرج بنتائج تؤدي الي تحسين الأوضاع ، وليس كما حدث في جولات جدة التي لم تفلح في تحقيق رغبات الناس بوضع حد للحرب ، وقد انتهى لقاء اديس ابابا ، وتباينت الرؤى حول مخرجاته ، وأصبح الناس ينتظرون ما يسفر عنه لقاء دول الجوار السوداني الذي من المنتظر ان يكون قد انتظم في القاهرة الخميس بدعوة من الرئيس عبد الفتاح السيسي.
وجاءت مقررات أديس أبابا بما يمكن اجماله في النقاط التالية :
– وقف اطلاق النار فورا..
– اعتبار الاتفاق الاطاري مرجعية الحكم في السودان..
– تكوين حكومة مدنية كاملة ، لا يشارك فيها من يملك قوات او سلاح..
– خروج قوات الدعم السريع والجيش كل في اتجاه علي بعد ٥٠ كيلو من الخرطوم و٢٠ كيلو من مدن الولايات وعودة الشرطة باشراف اممي واليات وتسليح حديث..
– يتم اصلاح الجيش ودمج الدعم السريع وقوات سلام جوبا باشراف دولي..
– التزام اصدقاء السودان بدعم وتعويض الضحايا وتعمير ما دمرته الحرب..
ان هذه البنود في ظاهرها تحمل الخلاص إذ توقف الحرب وتقود إلى تشكيل حكومة واستقرار الوضع ، وهو ما يطلبه الجميع ويرون ان الواجب هو العمل للوصول إلى هذا الهدف ، لكن كثيرون يرون ان ذلك ليس إلا تنفيذا لدخول قوات دولية وانتهاك سيادة البلد واستقلالها وتحكم دول الجوار والقوي الكبرى في الشان السوداني وسيطرتهم على المشهد ، وبالتالى العمل على تقسيم البلد وسرقة مواردها ، وربما عدم تمكن الكثيرين من ممارسة حقوقهم الدستورية ، وانتشار الشركات الأمنية وفرضها سياسة الامر الواقع على الارض ، مما يؤدي إلى انتشار المسلحين ، وتكوين جزر ومستعمرات معزولة عن بعضها ، ويصاحب ذلك انتشار بعض المسلحين المتطرفين ، ووصول الإرهابيين وبالذات الدواعش إلى بلاد استباحها العسكر متعددو الجنسيات ، ويرى مناهضو القبول بالتدخل الأممي آن الحل يمكن أن يبقى سودانيا خالصا لو صفت النوايا وابتعد الجميع عن الطمع وانصفوا بعضهم بعضا.
سليمان منصور