أكدت الدكتورة الباحثة دلال عبد العال عمر علي أن الحل الوحيد للخروج من أزمة السودان الاقتصادية يكمن في تنشيط حركة الزراعة في السودان بشكل واسع إضافة الي إحياء مشروعات إقتصادية جديدة تسهم في تنمية الاقتصاد .
وحددت في منتدى ” الاقتصاد والحياة ” الذي أقامه مركز راشد دياب للفنون وبرعاية شركة سكر كنانة المحدودة في منتداه الاسبوعي، مجموعة من المشاكل التي يعاني منها الاقتصاد السوداني طوال الحقب الماضية منذ الاستقلال مشيرة إلى عدد من المحاور الرئيسية أبرزها زيادة معدلات التضخم والبطالة.
وقالت الدكتورة دلال إن الاقتصاد مرتبط بالدولة وسياستها وتطورها مشيرة الى أن هنالك أربع متغيرات زادت من أزمة السودان الاقتصادية أبرزها زيادة معدلات التضخم ، البطالة وعدم توفر الوظائف لخريجي الجامعات ، إضافة إلى زيادة معدلات الفقر .
وأضافت أن فشل السياسة الاقتصادية التي انتهجتها الحكومات السابقة منذ عهد الرئيس الأسبق عبود ونميري وعهد الانقاذ ، وكذلك الحقب الديمقراطية السابقة زادت بشكل كبير من نسبة الفقر التي وصلت إلى نسب مرتفعة من جملة سكان السودان .
وربطت الدكتورة دلال عبد العال هذا الارتفاع الكبير في زيادة معدلات التضخم والزيادات في اسعار السلع الاستهلاكية بحال الناس ومعاشهم ، وترى أن هذه السياسات الاقتصادية غير مجدية في تحقيق المكاسب المرجوة من الراحة والرفاهية للمواطن السوداني ، خاصة في ظل ارتفاع سعر الدولار وعدم توفر موارد اقتصادية ومشروعات كبيرة تعمل على زيادة حركة الصادر والوارد في السودان .
و عرفت الدكتورة دلال عبد العال التضخم ، وأشارت إلى ثلاثة عشر نوعاً من أنواع التضخم ، وقالت بصورة مبسطة أن التضخم هو كمية أموال كثيرة تطارد سلع قليلة ، وأرجعت حالة التضخم والتدهور الاقتصادي إلى قلة الانتاج ، ووصفت التضخم الموجود في السودان بالتضخم المفرط ، وترى أن هنالك مجموعة من الآليات الاقتصادية لمعالجته .
واشارت الي أن سياسة تحرير الاقتصاد السوداني بشكل كامل والتي انتهجتها حكومة ثورة ديسمبر المجيدة ، بمعنى خروج الدولة من دائرة النشاط الاقتصادي هي سياسة زادت كثيراً من توسيع الفجوة الاقتصادية ، وبالتالي زادت من نسبة الفقر أكثر مما كانت عليه في السابق ، وأكدت أن الفكر الاقتصادي الحر الذي عمدت على تطبيقه الكثير من دول العالم كان وما يزال يهتم بالموارد الطبيعية المتمثلة في المنتجات الزراعية والمنتجات البترولية والمنتجات الصناعية وغيرها من الموارد ذات الصلة بتنمية الاقتصاد وتطور الدولة ، الأمر الذي ينعكس بشكل أو بآخر على تحسين معاش الناس ، وفي نفس الوقت يعمل على تحجيم التضخم .
وطالبت الدكتورة دلال في ختام حديثها بأهمية خلق ثورة صناعية كبرى ، وبالتالي خلق نوعية جديدة من المشروعات الانتاجية ، وذكرت أن هذه المشروعات ستعمل على اصلاح وتنمية الاقتصاد السوداني .