تبادل الجيش وقوات الدعم السريع في السودان اتهامات بارتكاب جرائم حرب بحق المدنيين، فيما تعهد قائد الجيش بالاحتفال “قريباً جداً” بالانتصار على من وصفهم بـ”المتمردين”.
وقال قائد الجيش السوداني الفريق أول عبد الفتاح البرهان، الاثنين، إن السودان “يواجه أكبر مؤامرة في تاريخنا الحديث”، متهماً قوات الدعم السريع وقائدها محمد حمدان دقلو (حميدتي)، بارتكاب جرائم حرب”.
وأضاف البرهان في كلمة بمناسبة عيد الجيش السوداني التاسع والستين: “لم نكن نتصور أن تمتد يد الغدر والخيانة من قيادة قوات الدعم السريع، ويستبد بها الطمع والتعطش للسلطة للحد الذي فرض علينا حكومة وجيشاً وشعباً هذه الحرب التي نخوضها مضطرين دفاعاً عن أمن وكرامة الأمة السودانية، بعد أن سلكنا كل السبل وقدمنا كل ما يمكن تقديمه لمنع وقوعها”
واعتبر أن بلاده “تواجه أكبر مؤامرة في تاريخها الحديث، تستهدف كيان وهوية وتراث ومصير شعبنا الذي ظل منذ صبيحة 15 أبريل الماضي يواجه أبشع فصول الإرهاب وجرائم الحرب”، على أيدي “حميدتي وأعوانه”، الذين اتهمهم بقيادة “أكبر ظاهرة قامت علي التضليل والكذب والخداع وتزييف الحقائق وشراء ذمم الناس في تاريخ هذا البلد تحت لافتة وراية زيف مؤسسة تسمي بالدعم السريع”.
واتهم البرهان قائد قوات الدعم السريع بالسعي لتمرير مشروعه الخاص، “الذي يقوم على نشر الفوضي واختلاق الأزمات الأمنية والاقتصادية واستثمار التجاذبات السياسية، للرجوع بالبلاد إلى عهود ما قبل الدولة الحديثة وليقيم على أنقاض وأشلاء البلاد وشعبها وقواتها المسلحة مملكته الخاصة، تحت زيف شعارات إستعادة الديمقراطية والحكم المدني”.وتساءل قائد الجيش السوداني: “كيف يمكن أن تأتي بديمقراطية بارتكاب جرائم الحرب في الخرطوم والجنينة وكتم وطويلة وسربا وصليعة ومنواشي وكأس وكل شبر وطأته أقدام المتمردين في البلاد منذ تمردهم المشؤوم؟”.
وتعهد بوقوف الجيش مع “خيارات شعبنا العظيم وحقه المشروع في دولة القانون والديمقراطية والمؤسسات”، والوصول إلى “صيغة سياسية محكمة وعادلة ومقبولة لدى شعبنا تصل بالبلاد إلى محطة الانتخابات التي يختار فيها من يحكمه بجدارة واستحقاق”.
وتعهد البرهان بالاحتفال قريباً جداً “بالنصر المؤزر على هذا التمرد الغاشم، وأن نحافظ على هذا البلد وشعبه، وأن نجنبه مستقبلاً مغامرات كل متهور ومغامر، وأن نبدأ ونواصل معاً مسيرة البناء وإعادة تأهيل ما دمرته هذه الحرب”.
واختتم حديثه بتوجيه الشكر إلى دول جوار وأصدقاء السودان “الذين سعوا ويسعون معنا لإعادة الأمن والاستقرار إلى وطننا الغالي”.
اتهامات متبادلة
ويأتي حديث البرهان بعد أن وجهت قوات الدعم السريع، الأحد، اتهامات للجيش السوداني بارتكاب جرائم حرب أيضاً.
واتهمت قوات الدعم السريع في بيان على تويتر، بارتكاب “أبشع الجرائم والانتهاكات بحق المدنيين الأبرياء في مدينة نيالا بولاية جنوب دارفور” على مدى 3 أيام متوالية.
وقالت إن “عمليات القصف العشوائي بالمدفعية الثقيلة على عدد من أحياء مدينة نيالا (التضامن، تكساس، كرري) حصدت أكثر من 43 قتيلاً”، متهمة الجيش بقطع شبكات الاتصالات عن المدينة.
وأضافت قوات الدعم السريع أن “الجرائم تواصلت في الخرطوم حيث قتل 12 شخصاً”، “بسبب القصف العشوائي بالطيران والمدافع الثقيلة على أحياء ومناطق جنوب الخرطوم (مايو، عد حسين، الأزهري، الشاحنات، السوق المركزي)، إضافة للقصف بالطيران على أحياء بأمدرمان (الصالحة، أمبدة، والفتيحاب)، إلى جانب أحياء في شرق النيل”.
واعتبر البيان أن ما وصفه بـ”الانتهاكات الخطيرة” بحق المدنيين “ترقى إلى جرائم الحرب”.
المصدر: قناة الشرق