أخبار السودان :
البرهان وحميدتي مجرمان ليتهما يلتقيان
لا خلاف بين الناس في ان الساعين للسلطة لن يوفروا جهدا للحصول عليها ، ولن يراعوا لمعاناة الناس وحجم البلاء الذي يلاقونه من خوضهم ( جنرالات الحرب) صراعهم من اجل الوصول للسلطة والفوز بالكرسي ، وان كان في ذلك فناء عدد كبير من اهل السودان ، وما تشهده بلادنا من محنة طالت واستطالت هي واقعا بفعل تنافس المتحاربين في ما بينهم من اجل الحصول على الكرسي الذي سفكت من اجله دماء بريئة، وانتهكت حرمات وتم عدوان بالغ على الناس من اجل سلطة لاعلاقة للضحايا بها ، وباتوا هم الذين يدفعون الثمن.
البرهان وحميدتي يتصارعان على السلطة ، وقد ذاقا حلاوتها ، وافتتنا ببريقها الآخاذ، ومذاقها الذي لايضاهي ، ويتعسر علي من افتتن بها الفطام منها ، وكثير من الناس لا ينجو من هذا الداء العضال إلا من رحم ربي، وحتما ليس من هذا القليل البرهان وحميدتي فهما مظهر من مظاهر السخط واللعنة والشؤم ولايمتان من قريب او بعيد الى الرحمة والتراحم.
تسعة اشهر مضت على الحرب وقسوتها ومعاناة الناس وما يكابدونه من اثارها الصعبة و المتصارعون غير معنيين بقطاعات البلاد المأزومة ، ومشاكل الاقتصاد الماحقة ، هذا غير الاشكال الاثني الذي ينذر بشر مستطير ، وتهتك عظيم يهدد بضرب النسيج الاجتماعي ، وهاهي الحرب اللعينة تفرز تداعياتها السيئة ، فلا امان ولا استقرار ولا حتي تعايش ، وبدأت نذر الشر المستطير ظاهرة فهذه دعوات تتعالى ما كنا نسمعها من قبل تنادي بالتقاطع والتدابر بين ابناء الوطن الواحد اذ نري بعض ذوي النعرات العنصرية المقيتة يرفعون صوتهم برفض التعايش مع بعض مكونات الوطن فينادي احدهم بضرورة طرد الشماليين مثلا ويقابل ذلك نداء مماثل يقول بضرورة القطع التام مع اهل غرب السودان في دعوات جاهلية منتنة يتحمل مسؤوليتها بلا كلام المجرمان حميدتي والبرهان ، والان وقد رشحت انباء عن لقاء مرتقب بينهما نقول ليتهما على اجرامهما يلتقيان لعل ذلك يخفف عن الشعب المكلوم شيئا من الوطأة القاسية التي لازمته لاشهر بسبب سوئهما.
سليمان منصور