أجرى رئيس مجلس السيادة السوداني، القائد العام للجيش عبد الفتاح البرهان، والرئيس الأريتري أسياس أفورقي، أمس الإثنين، مباحثات مشتركة في أسمرا، ناقشت المبادرات المطروحة لحل الأزمة السودانية، منذ اندلاع حرب 15 أبريل/ نيسان الماضي، في وقت نشرت بعثة الأمم المتحدة لدعم الانتقال الديمقراطي، أمس، تقريرا مفصلا حول الأوضاع في السودان في الفترة من 7 مايو/ أيار إلى 20 أغسطس/ آب الماضي، محذرة من «اندلاع حرب أهلية شاملة مع ازدياد التعبئة والهجمات ذات الدوافع العرقية».
وبعد نحو أربعة أشهر قضاها البرهان في مقر القيادة العامة للجيش وسط الخرطوم، انطلق في جولة داخلية شملت عدة مواقع عسكرية، ثم توجه إلى القاهرة، نهاية أغسطس/ آب الماضي، في أول زيارة خارجية له منذ انفجار الأوضاع في البلاد. كما زار، عقب ذلك، قطر وجنوب السودان.
العلاقات الثنائية
وقال وزير الخارجية السوداني المكلف علي الصادق، في تصريحات صحافية في مطار بورتسودان، إن البرهان أنهى زيارة إلى أسمرا «تعلقت بمسار تعزيز العلاقات الثنائية بين الخرطوم وأسمرا وسبل دعمها وتطويرها».
وأشار إلى أن «المباحثات بين البرهان وأفورقي تناولت دعم آفاق التعاون المشترك بين البلدين» لافتا إلى «مواقف الرئيس الأريتري الداعمة للسودان في المحافل الإقليمية والدولية، خصوصا تلك التي أعلنها خلال مشاركته في أعمال قمة دول جوار السودان التي عقدت في القاهرة وكذلك في قمة دول الإيغاد التي استضافتها جيبوتي مؤخراً».
وقال إن «الزيارة أكدت دعم إريتريا للسودان ووحدة أراضيه» مشيرا إلى أن «رؤى وأفكار الرئيس أفورقي تهدف في مجملها لاستدامة السلام والاستقرار في السودان».
وحسب وزير الخارجية، أطلع البرهان الرئيس الأريتري على الأوضاع في السودان، متهما «الدعم السريع» بـ«التمرد على الدولة وارتكاب جرائم وانتهاكات واسع ضد المدنيين».
وأشار إلى أن «المباحثات تطرقت أيضاً للمبادرات المطروحة بشأن معالجة الأزمة السودانية وكيفية توحيدها للخروج برؤية موحدة تحقق السلام والاستقرار في البلاد».
وفي سبتمبر/ أيلول الجاري، أعلن البرهان خلال تفقده حامية عسكرية شرق البلاد، فتح الحدود مع أريتريا، والتي ظلت مغلقة منذ عام 2019.
ومنذ اندلاع حرب السودان، أعلن أفورقي، رفضه الانخراط في أي مبادرات خارجية لحل الأزمة في السودان، والتي وصفها بـ «البازارات السياسية».
بحث مع أفورقي في أسمرا المبادرات المطروحة لحلّ الأزمة
لاحقا في 13 يوليو/ تموز الماضي، شارك في قمة دول جوار السودان التي استضافتها القاهرة، مؤكدا على «عدم التدخل في الشأن السوداني واحترام سيادة البلاد».
وقال إن الكلمة الأخيرة ستكون للسودانيين في حل النزاع الراهن في البلاد، الأمر الذي اعتبره «أولوية لدول جوار السودان».
المصدر: القدس العربي