اسرائيل تبحث عن نصر ولو شكلي
طبيعة العدو الصهيونى أنه يحترف الكذب والتضليل ويسعى لشغل الجمهور فى الداخل المحتل والراى العام العالمى بما يجمل صورته أو ما يصرف أنظار الناس واهتمامهم عن مراقبة معاركه السياسية والإعلامية والعسكرية والامنية ، ويسعى جاهدا متى استشعر الهزيمة إلى البحث عن نصر ولو شكلى ، يدارى به خيبته ، ويبعد اهتمام الناس بمعرفة حقيقة مايعيشها من ازمات .
وكثيرة هى الأحداث التى يمكن ايرادها كشواهد على ما نقول ، ولكننا نكتفى اليوم بالحديث عن الأكذوبة التى أطلقتها الإدارة الإسرائيلية حول اعتذار الرئيس الروسى بوتين لرئيس وزراء العدو بينيت حول تصريحات وزير الخارجية. الروسى لافروف الاسبوع الماضى عن الجذور اليهودية للزعيم النازى هتلر مما يستبطن طعنا خفيا فى الدعاية الصهيونية عن المحرقة المزعومة.
وكانت رئاسة وزراء العدو قد ذكرت فى بيان لها أن الرئيس بوتين اعتذر عن تصريحات لافروف خلال مكالمة هاتفية مع بينيت .
وصدر بيان عن الكرملين متناولا تفاصيل المكالمة بين الطرفين، والتي لم تتضمن – بحسب البيان – أي اعتذار عن تصريحات لافروف .
ان العدو الإسرائيلي المأزوم داخليا بسبب الانقسام الحاد فيه ، وبسبب اضطراد عمليات المقاومة الفلسطينية والرعب الذى بات يعيشه الصهاينة ، مع تزايد الاصوات بعدم إمكانية استمرار مواصلة العيش فى فلسطين المحتلة ، وارتفاع الاصوات بضرورة العودة إلى المناطق التى جاء منها الصهاينة ، ومع الخطر الوجودى الذى بات يستشعره العدو حقيقة من تعاظم قوة محور المقاومة ، وإصرار المحور على الدخول فى المعركة بقوة وحزم حال اقدام العدو على اى حماقة ، والتاكيد على أنه سيدفع الثمن باهظا بما لايمكنه تدارك الخسائر ولا إعادة الوضع إلى ما قبل نشوب الحرب ، كل هذه التطورات وغيرها جعلت العدو يبحث عن اى نصر ولو وهمى يشغل به جمهوره المرعوب و المردوع ، وقد جاءت أكذوبة اعتذار بوتين فى هذا السياق وهو ما يدلل على عمق الأزمة التى يعيشها الكيان الغاصب.
سليمان منصور