أوروبا تمارس الكذب وهى تعلم
هناك من يخالف قوله الواقع وتاتى أفعاله ليست فى مكانها لكن يكون مشتبها فى المقدمات التى ساقته إلى هذه النتيجة ولو ان الامور اتضحت له بشكل جلى وزالت الغشاوة من عينه لتراجع عن خطئه واعترف بأنه أخطأ وقد يسعى لإصلاح خطئه وجبر الضرر وتعويض المتضرر ، وهناك من لايمتلك الشجاعة التى تجعله يعترف بالخطأ ولكنه يتوقف عن السير فى هذا الطريق مما يعنى عمليا ان ارتكاب الأخطاء قد توقف وبالتالى توقف استمرار الضرر الذى كان يتسبب فيه المسير فى الطريق الخطأ ، وسواء اكان هذا الأمر بعلم او جهل فالنتيجة واحدة وان اختلفت طرق المعالجة.
وهناك اخرون يرتكبون الأخطاء ويستمرون فيها وهم يعلمون انهم يسيرون فى الطريق الخاطئ وأنهم بعملهم هذا إنما يمارسون الظلم ويوقعون الضرر بالاخرين وتراهم مع علمهم بما هم فيه من خطأ وبالضرر الحاصل للاخرين نتيجة الأخطاء التى يمارسونها مع ذلك لايتوقفون وإنما يواصلون ما هم فيه من ظلم.
أوروبا نموذج بارز ومصداق حى لهذا الصنف الذى يكذب ويتحرى الكذب ويظلم ويمارس الظلم ويصر عليه وهو يعرف انه يواصل الأضرار بالغير.
نقف اليوم مع اصرار الاوروبيين على الكذب وممارستهم الظلم مع علمهم بذلك وناخذ إعادة فرض أوروبا العقوبات على سوريا كمثال على ذلك.
فالاوروبيون يعلمون جيدا حجم الإرهاب والظلم الذى تعرضت له سوريا وشاركوا هم فيه بدعمهم المادى والمعنوى والاعلامى والعسكرى والاستخبارى والامنى للإرهابيين فى حربهم على سوريا بل ذهبوا ابعد من ذلك بانخراطهم الكامل فى الحرب ضد سوريا وخلال سنوات تكشفت لهم حقائق – ان كانت خافية عليهم اصلا – وتواصلوا مع الحكومة السورية سرا وعلنا للتعاون فى ملفات مكافحة الإرهاب خاصة بعد ان ارتدت الدائرة عليهم وعاد السم إلى طابخه ليتجرعه رغما عنه ويتذوق نتيجة ما جنته يداه ، جاء الاوروبيين زرافات ووحدانا يطلبون التعاون مع دمشق فى معالجة ملفات ارهقتهم وارعبتهم واذاقتهم الامرين ومع ذلك عاد نفس هؤلاء الاوروبيين المنافقين ليجددوا فرض العقوبات على سوريا مع علمهم بتصديها التام للإرهابيين وانها بفعلها هذا إنما تقدم خدمة جليلة للعالم اجمع وللاوروبيين بالخصوص وتحميهم من تمدد خطر بهيم داهم لا يبقى ولايذر ان تمكن من التغلغل فى بلدانهم والسيطرة عليها او على الاقل وجد فرصة للنشاط فيها والتمدد والانتشار.
انها أوروبا التى تكذب وتنافق وهى تعلم ذلك.
سوريا من جانبها طالبت بضرورة مساءلة الدول التي فرضت عقوبات على سوريا ، وإلزامها بتعويض الشعب السوري، بعد تجديد الاتحاد الأوروبي عقوباته.
وقالت الخارجية السورية إنّ ” الاتحاد الأوروبي، وهو يجدد عقوباته على سوريا، يصر مرة جديدة على تكرار الأكاذيب بشأن الأوضاع في البلاد، ويتجاهل التطورات الإيجابية، وفي مقدمتها مكافحة الإرهاب وتوطيد الاستقرار وتوسيع المصالحات الوطنية وتسوية أوضاع كثير من المواطنين، من خلال مراسيم العفو”.
وأضافت الخارجية أنّ “سوريا تؤكد ضرورة مساءلة الدول التي فرضت هذه الإجراءات القسرية، وسرقت ثروات السوريين، وإلزامها بدفع تعويضات عن ذلك إلى الشعب السوري”
وأشارت إلى أنّ الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة “يتحملان المسؤولية الكاملة عن معاناة السوريين جراء الإجراءات القسرية الأحادية الجانب، واللامشروعة، في انتهاك سافر لأبسط حقوق الإنسان ومبادئ القانون الدولي”.
سليمان منصور