ألا يحركنا الاقتحام المتكرر للأقصى
نحتاج نحن العرب بل المسلمون ككل نحتاج إلى هزة عنيفة توقظنا من السبات وتبعث فينا الاحساس بضرورة التصدى للظلم الواقع بصورة يومية على الفلسطينيين وهذا الصلف الصهيونى الذى نعايشه ، ولكن ما يدفع للاستغراب هذا الوضع الذى بتنا نعيش فيه بحيث يعيث الصهاينة فسادا فى الأرض ويقتلون الأبرياء ويهتكون الأعراض ويدمرون البلد ويتحرك الشباب المقاوم هنا وهناك ويوجعوا الصهاينة بعمليات نوعية حتى فى العمق الاسرائيلى ويتحرك جيش العدو محاولا اقتحام بعض القرى والمخيمات الفلسطينية ويعود خاسرا بعيدا عن تحقيق ما يرغب فيه.
هذا عن مجاهدات الشباب الثائر المقاوم الذى اصبح هو سيد الساحة فى ارض الرباط لكن سؤالى الاساسى واستغرابى الكبير من هؤلاء العرب وبالاحرى منا نحن الشعوب العربية والأمة الإسلامية التى ترى هذه الانتهاكات الصهيونية مستمرة يوما بعد آخر دون أن يدفع هذا العدوان الصارخ كثيرين – الا من رحم ربى – إلى التحول الكبير والحقيقى إلى دعم المقاومة والتصدى الواضح لمشاريع التطبيع فى بلادنا وانخراط البعض فى السير خلف الحكام فى هذا المستنقع الاسن.
ومن صور الاعتداء الصهيونى المستمر على الأقصى المبارك هذه الاقتحامات التى لاتنتهى ومع ذلك لا يستفزنا ذلك بكل اسف لنخرج من الحالة التى نحن فيها – كشعوب عربية ومسلمة – إلى الحالة الثورية المقاومة التى تجعلنا نمارس احتجاجا مستمرا على سعى بعض حكوماتنا ونخبنا ومثقفينا نحو
القبول بالتطبيع والتعايش معه وقتل روح المقاومة فينا.
ونقرأ فى الخبر مايلى :
اقتحمت مجموعات من المستوطنين الصهاينة ، صباح الأربعاء ، باحات المسجد الأقصى المبارك ، بحماية مشددة من قوات الاحتلال ، إحياء لما يسمى بـ”عيد الغفران”.
وانتشر المئات من الجنود وشرطة الاحتلال في باحات المسجد الأقصى، واقتحموا المصلى القبلي، تمهيداً للاقتحامات التي دعت لها جمعيات استيطانية، وفتشوا داخل المصلى المرواني وأروقة المسجد.
وقالت مصادر محلية، إن مجموعات متتالية من المستوطنين اقتحمت الأقصى من باب المغاربة، ونظمت جولات استفزازية في ساحاته، وتلقت شروحات عن “الهيكل” المزعوم، وأدت طقوساً تلمودية في منطقة باب الرحمة شرقي الأقصى.
وأضافت المصادر أن الفوج الأول من المستوطنين بدأ باقتحام الأقصى، في الوقت الذي كان يؤدي فيه المرابطون صلاة الضحى.
وانطلقت دعوات شبابية ومقدسية للحشد والرباط في المسجد الأقصى يومي الأربعاء والخميس، تزامناً مع دعوات المستوطنين لاقتحام الأقصى للاحتفال بما يسمى “عيد الغفران”.
ومنذ احتلال مدينة القدس عام 1967، تسيطر سلطات الاحتلال على مفاتيح باب المغاربة ، ومن خلاله تنفذ الاقتحامات اليومية للمستوطنين وقوات الاحتلال ، ولا يسمح للمسلمين بالدخول منه إلى المسجد الأقصى.
ويتعرض “الأقصى” يوميًّا، عدا الجمعة والسبت، لسلسلة اقتحامات وانتهاكات من المستوطنين، على فترتين صباحية ومسائية، في محاولة لفرض مخطط تقسيمه زمانيًّا ومكانيًّا.
ونتساءل هنا ما الذى يمكن أن يستفزنا كعرب ومسلمين ويدفعنا للتحرك بفعالية ضد العدو الصهيونى ومشاريعه التى يريد لها أن تبقى حاضرة وراسخة بيننا ان لم تكن هذه للاقتحامات المتكررة للمسجد الاقصى
من قبل الصهاينة الانجاس.
سليمان منصور