أخبار السودان :
رؤية الصهاينة للسودان وتآمرهم عليه
واهم جدا من يظن ان السودان لايحظى باهتمام الصهاينة على المستويين الثقافي والسياسي ، وليس صعبا على الناس فهم دور إسرائيل في مايشهده السودان من كارثة حالية كادت ان تقضي عليه ان لم تكن بالفعل قد حققت ما أرادت لاسمح الله.
استقل السودان من الاستعمار الإنجليزى منتصف الخمسينات من القرن الماضي ومنذ ذلك الوقت لم تستقر الأوضاع السياسية في البلد ولا تمت النهضة الاقتصادية المنشودة لبلد يحظى بموارد ضخمة على مختلف المستويات ، وتؤهلها لتتصدر القائمة وينعم شعبها باستقرار ورفاهية ، لكن التآمر الصهيوني الكبير على السودان ظل باستمرار يعمل على ابقاء البلد متخلفة متناحرة لايعرف لها الاستقرار سبيلا ، وهذا اسهم بلا شك في تدهور الأوضاع في بلادنا إلى أن وصلت إلى وقوع هذه الحرب الملعونة التي يتكشف كل يوم دور الخارج في تاجيج نيرانها وتعقيد أمورها.
ولايمكن لمن يكتب عن المؤامرة الصهيونية على السودان ان يغفل حدثا مهما سنشير اليه أدناه بتفصيل يجعل الصورة واضحة عند الناس.
في أغسطس 2008، قدم وزير الأمن الصهيوني آنذاك آفي ديختر محاضرة في معهد أبحاث الأمن القومي الإسرائيلي عن الاستراتيجية الإسرائيلية في المنطقة ، وتناول ديختر خلال محاضرته الرؤية الاستراتيجية للكيان الصهيوني تجاه 7 دول، هي فلسطين ولبنان وسوريا والعراق وإيران ومصر والسودان.
ولخص ديختر الرؤية الاستراتيجية الصهيونية تجاه هذه الدول بمقولته: “إن إضعاف تلك الدول واستنزاف طاقاتها وقدرتها هو واجب وضرورة من أجل تعظيم قوة إسرائيل وإعلاء منعتها في مواجهة الأعداء، وهو ما يحتم عليها استخدام الحديد والنار تارة، والدبلوماسية ووسائل الحرب الخفية تارة أخرى”.
وقال إن السودان، بموارده ومساحته الشاسعة، من الممكن أن يصبح دولة إقليمية قوية منافسة لدول مثل مصر والعراق والسعودية، وإنه يشكل عمقاً استراتيجياً لمصر، وهو ما تجسّد بعد حرب 1967، عندما تحول إلى قواعد تدريب وإيواء لسلاح الجو المصري والقوات الليبية، كما أنه أرسل قوات مساندة لمصر في حرب الاستنزاف عام 1968. وبناء عليه، بحسب ديختر:
– لا يجب أن يسمح لهذا البلد بأن يُصبح قوةً مضافةً إلى قوة العرب.
– لا بدَّ من العمل على إضعافه وانتزاع المبادرة منه لمنع بناء دولة قوية موحدة فيه.
– سودان ضعيف ومجزأ وهشّ أفضل من سودان قوي وموحّد وفاعل.
– ما سبق يمثّل من المنظور الاستراتيجي ضرورة من ضرورات الأمن القومي الإسرائيلي.
سليمان منصور