أكد عدد من المتطوعين بمدينة نيالا عاصمة جنوب دارفور استقبال المدينة لأعداد كبيرة من الفارين من المعارك الدائرة بمدينة الفاشر عاصمة شمال دارفور خلال مايو ويونيو الحالي.
وأوضح عضو لجان المقاومة نيالا شمال محمد عثمان عباس لـ”دارفور24″ وصول النازحين القادمين من الفاشر إلى مراكز إيواء مؤقتة بعدد من المدارس بمدينة نيالا بينها مدرسة خديجة بنت خويلد بحي المصانع جنوب ومدرسة التضامن والتقوى بحي التضامن شمال المدينة.
وكشف عن وصول أعداد أخرى من النازحين نزلوا في مراكز إيواء مدارس حي السلام والنهضة غرب المدينة ومدرسة الزهراء بحي الوادي، واستقبال أعداد أخرى من قبل ذويهم في حي دريج ومخيم عطاش للنازحين شرقي المدينة، وحي الوحدة جنوب المدينة.
وكشفت مديرة إحدى منظمات المجتمع المدني بمدينة نيالا فضلت حجب هويتها لدواعٍ أمنية لـ”دارفور24″ عن توقف المنظمات عن العمل في مراكز الإيواء بعد إلغاء مفوضية العون الإنساني بالولاية من قبل قوات الدعم السريع والمطالبة بالتسجيل في الوكالة السودانية للإغاثة والشئون الإنسانية لإكمال الإجراءات وممارسة العمل والتي بدأت منذ مارس الماضي دون أن تقدم اي خدمة للنازحين بالمخيمات ومراكز الإيواء وغياب التنسيق مع أجهزة الدولة والمنظمات الأممية من بينها وزارة الخارجية ومفوضية العون الإنساني ومعتمدية شئون اللاجئين والهجرة الدولية مما يؤثر على أداء عملها ودون امكانيات تذكر لها.
واعتبرت الوكالة جهة عسكرية تحاول الاستثمار في العون الإنساني والإغاثة.
وقالت إن الوكالة عطلت عمل معظم المنظمات فيما رفضت بعض المنظمات الوطنية والدولية التعاون معها وغادرت مدينة نيالا.
وقدرت أعداد النازحين القادمين من مدينة الفاشر بأكثر من 15 ألف نازح معظمهم من الأطفال والنساء وكبار السن.
من جانبه أكد مفوض العون الإنساني بولاية جنوب دارفور صالح عبد الرحمن سليمان لـ”دارفور24″ مصادرة الوكالة التي أنشأتها قوات الدعم السريع لمقر المفوضية وتغيير اللافتة الرئيسة للمقر بحي المزاد ومصادرة السيارات وإيقاف العاملين وتسريحهم للمنازل مما استدعي تجميد عمل المفوضية بجنوب دارفور.
وقال صالح إن المفوضية ليس لديها رقم حقيقي لأعداد النازحين القادمين من مدينة الفاشر لعدم وجود موظفين على الأرض للتنسيق ورفع التقارير الدورية.
وذكر أن إدارته تبحث حالياً عن حلول وضمانات لإيصال الإغاثة للنازحين بمراكز الإيواء عبر الجلوس مع الادارت الأهلية بإقليم دارفور وكردفان لضمان وصولها وتوزيعها لمستحقيها بواسطة الإدارة الأهلية.
فيما تحدثت النازحة من مدينة الفاشر بمركز مدرسة التضامن إسلام محمد سيف الدين لـ”دارفور24″ عن أوضاع سيئة بالمركز وعدم وجود منظمات لتقديم العون الإنساني.
وأكدت وجود أعداد من الأطفال والنساء في حوجة للغذاء والدواء بشكل عاجل وتوفير خزان مياه للشرب بشكل سريع.
وأضافت أن “برميل الماء بسعر 1500 جنيه ولا نملك هذا المبلغ والغذاء أصبح الحصول عليه صعب نرجو توفيره”.
وأدت المواجهات المسلحة بالفاشر نزوح سكان المدينة نحو أحياء جنوب وغرب المدينة ومخيم زمزم والخروج من المدينة نحو مناطق طويلة وروركرو والضعين واللعيت جار النبي ونيالا ومليط ودربات وقولو ومحلية دار السلام والكومة.
ووفقاً لـ”أوشا” فانه ابتدءًا من الأول من أبريل الماضي وحتى 31 مايو الماضي تم تشريد ما يقدر بـ 130 الف شخص ما يعادل 26 الف أسرة بسبب الاشتباكات بمدينة الفاشر.
وأدت الاشتباكات في الأحياء الشمالية والشرقية والجنوبية الشرقية من مدينة الفاشر في مايو الماضي الى نزوح ما يقارب 90 الف شخص أي حوالي 18 الف أسرة.
المصدر: دارفور24