وزارة التربية.. محاولة خاطئة لتدارك أخطاء فادحة
التربية والتعليم تعلن عن عطلة الفترة الأولى للمدارس ابتداءً من يوم الأربعاء وحتى الخميس 26 من يناير الجاري، لجميع المدارس الحكومية والخاصة.
وشمل القرار، جميع مراحل التعليم (قبل المدرسي، الابتدائي – المتوسط والثانوي).
الخبر اعلاه كان هو الأكثر تداولا بين المواقع الإخبارية يوم الثلاثاء ، وقد تم اغلاق المدارس بشكل شبه شامل في ولاية الخرطوم ماعدا استثناءات قليلة تمثلت في المدارس الأجنبية التى واصلت العمل بحسب ما علمنا.
هذا القرار مع ان البعض كانوا يتوقعونه الا انه يحتاج إلى وقفة معه نعلق عليه فيها ، ولابد ان نلفت النظر الى ان البعض وافقوا عليه باعتباره يساوى بين الكثيرين – ان لم نقل الجميع – فلا يعقل ان يتوقف طلاب المدارس الحكومية وهم يشكلون العدد الاكبر بين طلاب ولاية الخرطوم يتوقفون عن العمل بشكل تام لثلاثة أسابيع بعد ان توقفوا لفترات متقطعة من قبل ، من غير المعقول ان يتوقفوا عن العمل وغيرهم من الطلاب يواصل الدراسة ويجلس للامتحانات وسوف يجلسون معا لامتحان موحد نهاية السنة ينقلهم من مرحلة إلى أخري مما يعنى انعدام العدالة.
آخرون راوا في القرار محاولة فاشلة وغير مضبوطة من الحكومة ترمي إلى محاصرة وافشال اضراب المعلمين ، ومن الطبيعى القول أن طلاب المدارس الخاصة لاعلاقة لهم بفشل الحكومة في الوفاء بالتزاماتها للمعلمين لذا فان الواجب يقتضى ان يتم اعطاءهم حقوقهم الواجبة لهم طالما التزموا هم بسداد ما عليهم من رسوم للمدارس ولم يتأخروا عن الوفاء بما عليهم فليس من العدل في شيئ تعريضهم للظلم ومنعهم من اكمال دراستهم.
إن الحكومة بقرارها إغلاق المدارس وقولها عنه – لتجميل صورته – انه قرار بتعديل التقويم ، إن الحكومة بهذا القرار كأنما تسعى لمعالجة مشكلة المعلمين في هذه الفترة والوصول معهم لاتفاق يضمن مواصلتهم العمل بعد انتهاء الاجازة ، وان تم هذا تكون المشكلة قد تم علاجها اما آن تعثرت خطوات الوصول إلى توافق ولم تصل الاطراف إلى حل يرضيهم معا فان المشكلة اكبر والتحدي أعظم إذ بمجرد ان تفتح المدارس فسوف يعلن المعلمون الإضراب من جديد وهنا ستدخل الحكومة في ورطة فلا هي تستطيع إغلاق المدارس مرة أخري ولا هي تستطيع إلزام المعلمين بالعمل قسرا مما يعنى الفشل التام في معالجة هذا الملف وتكتشف الوزارة متأخرا جدا انها اتخذت خطوة خاطئة لمعالجة أخطاء فادحة وكل ما تمر الأيام يصعب الوصول إلى حل ويتاكد الفشل.
سليمان منصور