واشنطون تحرص على البقاء بتشاد
تحدثنا في هذه المساحة من قبل عن محاولات تشاد الاستفادة من الصراع الروسي الغربي على امتلاك النفوذ في القارة الأفريقية وان انجمينا تخطط لتحقيق المصلحة من التسابق والتنافس الروسي الغربي ، وفي هذا الصدد كانت الحكومة التشادية قد أبلغت نظيرتها ألامريكية ضرورة انسحاب القوات ألامريكية من القاعدة العسكرية في تشاد معللة ذلك باقتراب انتهاء أجل الاتفاق الذي افضي إلى مجيئ القوات ألامريكية وان عدم تجديده في الوقت المحدد يستلزم انهاء تواجد الجنود.
ومع انشغال أمريكا بالانتخابات الرئاسية من جهة وسخونة ملفات اخري من جهة أخرى كالصراع في فلسطين المحتلة ومآلات ذلك والحرب في أوكرانيا والتنافس مع الصين في أكثر من ميدان وجهة ، مع كل ذلك وزيادة أعلنت واشنطون على لسان مسؤول رفيع انها ستقوم بإعادة فرق القوات الخاصة إلى تشاد بعد مغادرتها بناء على طلب انجامينا قبل ما يقرب من خمسة أشهر.
و قال الجنرال كينيث إيكمان، الذي أشرف على الانسحاب الأمريكي الأخير من النيجر بناءً على طلب قائد القيادة الأمريكية في إفريقيا الجنرال مايكل لانغلي، لـ إذاعة صوت أمريكا في مقابلة حصرية يوم الخميس.”لقد توصلنا إلى اتفاق بشأن عودة عدد محدود من أفراد القوات الخاصة”،
وأضاف “لقد كان قرارا رئاسيا من الرئيس (الشادي) (محمد إدريس) ديبي، لكن القرار اتخذ، والآن نحن نعمل من خلال التفاصيل حول كيفية عودتنا”.
ويعكس القرار مدي اهمية تشاد لدي الغرب عموما لا فرنسا فحسب فموقع البلد في منطقة إستراتيجية يجعلها ذات أهمية كبرى للكل فهي تجاور ليبيا والسودان حيث تتوفر ظروف مناسبة تجعلهما بيئة خصبة لتحرك الجماعات المسلحة عبر الحدود، فضلًا عن كونها جزءًا أصيلًا في عمليات المواجهة الفرنسية والأوروبية ضد الجماعات المسلحة في منطقة الساحل من خلال عملية “برخان”، وعضويتها في مجموعة “G-5” التي تضمها بجانب كل من: موريتانيا، مالي، بوركينافاسو، النيجر.
وازدادت هذه الأهمية بعد انسحاب الدول الثلاث الأخيرة منها؛ بسبب توتر العلاقات مع فرنسا على خلفية الانقلابات التي شهدتها؛ وبالتالي لم يبقَ إلا تشاد وموريتانيا، وفي ظل محدودية دور الأخيرة، فضلًا عن موقعها الجغرافي أقصى غرب القارة؛ باتت تشاد فاعلًا أساسيًا في مواجهة الإرهاب سواء بالنسبة لفرنسا، أو واشنطن التي توجد قواتها في جزء من القاعدة الفرنسية في نجامينا.
ومن ناحية ثانية، فإن موقع تشاد المحوري بجوار دول باتت تشهد نفوذًا روسيًا متناميًا، مثل: أفريقيا الوسطى، مالي والنيجر، فضلًا عن بوركينا فاسو، أكسبها اهتمامًا كبيرًا، خاصة بعد تشكيل موسكو الفيلق الأفريقي بديل “فاغنر” أوائل العام الماضي، وعزم موسكو نشر نحو 50 ألفًا من عناصره في أفريقيا، وتعزيز حضورها في البلدان التي تنتشر فيها، وتكثيف التعاون العسكري والاقتصادي مع دول القارّة، وخاصة دول الساحل والصحراء.
لهذه الأسباب وغيرها سعت واشنطون إلى التواجد في المنطقة وبتشاد تحديدا ، وتسعي انجمينا لتوظيف هذا الوضع لتحقيق افضل مصلحة ممكنة
سليمان منصور