هل يثور المصريون على حكومتهم؟
أزمات كبرى تمر بها مصر منذ سنوات ويخشي مراقبون في الداخل والخارج أن يؤدي توالى الازمات إلى احتقان شعبي كبير قد يتسبب في غليان ربما يتطور إلى ثورة ان اشتعلت فسوف يكون إثرها كبيرا على مصر ككل.
ان الوضع الاقتصادي الصعب الذي تمر به مصر يزيد من حنق الشعب الذي ظلت معاناته تزداد يوما بعد يوم مما يزيد المخاوف من تدهور الأمور إلى حالة اللاعودة ويخشي كثير من المصريين من الانفلات والفوضي المصاحبة للثورة حسب تجربتهم وانتشار ما يسمونهم بالبلطجية الذين احالوا حياة البعض إلى جحيم لايحتمل.
ومما آثار مخاوف المصريين من تردي الأوضاع أكثر ما أعلنت عنه الحكومة مؤخرا من إجراءات القصد منها تخفيف الضغط على قطاع الكهرباء الذي شهد طلبا عاليا جدا مع الارتفاع الحاد في درجات الحرارة والحوجة الماسة إلى التيار الكهربائي وفي المقابل عجز الحكومة عن الوفاء بالطلب الكبير على الكهرباء بسبب العجز في التوليد والنقص الحاد في الغاز وعدم المقدرة عمليا على توفير العملة الصعبة لاستيراده ، وقد اتخذت الحكومة بعض الخطوات لترشيد الاستهلاك وتفهم الناس انقطاع التيار الكهربائي الذي وصل في بعض المناطق الى أربعة ساعات وان غالب المناطق تقطع فيها الكهرباء ثلاثة ساعات في اليوم لكن ما أغضبهم جدا وجعل إمكانية التوتر واردة قرار السلطات بإغلاق المحال التجارية عند العاشرة ليلا وبعضها في الحادية عشرة وأخرى في منتصف الليل مع التأكيد على زيادة ساعة عن موعد الإغلاق فى ليالي الجمعة والعطلات وهو آمر اعتبره أصحاب المحلات ضارا بهم وهم الذين يعتمدون في عملهم على الزبائن الذين يسهرون إلى الفجر مما يعني ان تطبيق القرار يوقف عملهم ، ورفضه أيضا كثير من الشباب الذين اعتادوا على السهر اصلا مما يجعل قطاعات واسعة من الناس تعارض التوجه الحكومي وفي حال الاصرار على فرضه وتوقيع عقوبات على المخالفين فان عددا من الناس قد لايحتملون ذلك مما يزيد فرص الاحتقان الذي قد يؤدي إلى الانفجار.
ولا يتوقف الاحتجاج على أصحاب المقاهي والشباب الذين يرتادونها ويسهرون وإنما يعترض عليه أصحاب المتاجر العادية الذين قررت السلطات ان يغلقوا متاجرهم عند العاشرة ليلا وهو كلام رأى فيه بعضهم انه يمثل اجحافا بالغا بهم ، ويري أحدهم ان القرار الحكومي يتسبب لهم في ضرر بالغ ويقول على الحكومة إيقاف قطع الكهرباء نهارا ان ارادت إغلاق متاجرنا ليلا ، فالزبائن لن يرتادوا متجرا مظلما، وعادة ما ينزلون للتسوق بعد انكسار موجة الحر في المساء”.
ويري بعص المحللين ان اسبابا عديدة منها ما أشرنا اليه ومنها ما لم نشر اليه كلها قد تسهم في جعل الأوضاع أكثر توترا الأمر الذي قد يؤدي إلى ثورة ان انطلقت فستحيل حياة المصريين إلى جحيم.
سليمان منصور