من الواضح أن الاحتقان في الساحة السودانية بدأ في التلاشي على خلفية الاتفاق السياسي بين الدكتور عبدالله حمدوك والفريق أول عبدالفتاح البرهان انطلاقا من بعض المعطيات التي تميل إلى منح خطوة حمدوك في التوافق مع العسكر الفرصة الكافية لتقييم هذه الخطوة الدراماتيكية التي أربكت الشارع إلى حد ما فالشاهد أن مليونية مابعد الاتفاق السياسي بين البرهان وحمدوك التي جرت بعد فترة وجيزة كان طابعها يختلف تماما عن المليونيات التي حدثت عندما كان العسكر في السلطة والتي اتسمت بالعنف والحرائق والقتل ووضع البلاد على حافة الهاوية.
الآن الشارع السوداني أمام مواكب شبابية هادئة ومنظمة تخلو من الفظاظه وإطلاق الرصاص تحاول الشرطة قدر الإمكان عدم الإلتصاق بالمتظاهرين بهدف الخروج الآمن من نتائجها ، فالواضح أن توجيهات الدكتور حمدوك مع قادة الشرطة قبل قيام هذه المواكب والتي انبنت على تجنب العنف وإطلاق الرصاص كان لها مردودها الإيجابي الذي تسربل في المشهد بصورة واضحه.
اختبار المواكب الشبابية لحكومة حمدوك الجديدة لن يتوقف بل ستكون هذه الحكومة ذات الاتفاق الثنائي تحت المجهر والمراقبه لفترة طويله سيما وأنها تضطلع بمهام جوهريه تصب في تحقيق ملفات كبيرة على رأسها إنجاز الانتقال بطريقه سلسله في التاريخ المحدد في شهر يوليو 2021 م.
خطة تأمين هذه المواكب نجحت إلى حد كبير وتبقى العبره ماهي نكهة هذه التظاهرة على واقع المسرح السوداني الذي مازال مضطربا.
المصدر: النیلين