معا ضد الإرهاب…معا ضد التكفيريين
بقراءة بسيطة لواقع الحال في كثير من البلدان التي ابتليت بوجود الجماعات التكفيرية ، ونشاط هذه المجاميع الارهابية فيها ، نجد ان فظائع ارتكبتها هذه الجماعات المجرمة باسم الدين ، والدين منها براء ، فقد قتل التكفيريون الإرهابيون المواطنين والمقيمين الأبرياء في تلك البلدان ، وكانت اي شبهة صغيرة كافية عند هؤلاء المجرمين لقتل الناس ، بل انهم يقتلون على التهمة والظنة ، دون تحقق وتثبت ، وكثيرا ما ارتكبوا القتل دون سبب ، إذ يكفي عندهم ان تتهم بالاختلاف المذهبي او السياسي معهم حتى تكون انت وأهلك ومن له ارتباط بك هدفا لهم ، وقد عاثوا فسادا في اي ارض تواجدوا فيها ، وكانوا وبالا على أهل المناطق التي ابتليت بهم ، ولانحتاج الي ايراد شواهد علي جرائمهم الفظيعة ، إذ تشهد عليهم أفعالهم المنكرة فى اسيا وأوروبا وأفريقيا ، ونستطيع القول ان العالم لم يسلم من ارهابهم وأفعالهم السيئة.
ونحن فى السودان ، وان كنا افضل حالا من غيرنا ممن اكتووا بنيران هذا الإرهاب التكفيري المجرم ، فما زالت ذكريات الخليفي وجريمة الإرهابي عباس في الجرافة ، وجرائمهم فى الجزيرة وغيرها ، ما زالت هذه الذكريات السيئة حاضرة في الاذهان ، وما اثار رعب الناس واخافهم من عودة هذه اللحظات السيئة ما تناقلته المواقع الإخبارية من دعوة احد كبار قادة تنظيم حراس الدين فى سوريا – تابع لتنظيم القاعدة الإرهابي – ، القائد ابو حذيفة السوداني ، دعوته
تنظيم القاعدة للجهاد في السودان ،
وهي محاولة لادخالنا في هذا النفق المظلم ، الذي سيعود بالوبال على الجميع ان تمكن الإرهابيون من العمل داخل البلد لاسمح الله.
ونقرأ في الاخبار : طالب أحد أبرز قيادات حراس الدين بسوريا ، التابعة لتنظيم القاعدة ، أبو حذيفة السوداني بضرورة “سودنة” القتال في السودان ، ليتواكب مع الظروف والتحولات الراهنة التي تمر بها البلاد ، داعيًا المقاتلين السودانيين لخوض معركة مفتوحة وطويلة الأجل مع ما أسماها “واجهات الكفر العالمي” بزعامة أمريكا التي وصفها بـ “رأس الأفعى”، ووكلائها الإقليميين والحكومة العميلة والمرتدة، بحسب زعمه.
وشدد أبو حذيفة السوداني الذي ألف كتابًا جديدًا من إصدارات بيت المقدس تحت عنوان “الآن جاء القتال.. رسائل حرب إلى المجاهدين في السودان”، على أن البيئة الداخلية بالبلاد أصبحت مهيأة تمامًا للتغيير المسلح وأنها على أعتاب (حالة قتالية) قادمة مما يشكل الأساس الصلب الذي تقوم عليه مقومات العمل الجهادي ليكون بمثابة الأرض الخصبة لانطلاقة الجهاد الذي يبدأ عبر شريط مطول من خلال جبهاته في دنقلا لتغطي عطبرة مرورًا بشندي ثم تعرّج على بورتسودان وتلتقي في كسلا وتعبرَ سهول البطانة وتنضمّ مدني وكوستي وتلحق بها حواضر كردفان ودارفور وتكون مقرّات رباطها داخل أحياء الخرطوم.
ويعد أبو حذيفة السوداني أحد أبرز المقاتلين السودانيين الذين انخرطوا منذ وقت مبكر في صفوف تنظيم القاعدة في عهد مؤسسها أسامة بن لادن، وشارك في عمليات عسكرية بأفغانستان والعراق، وحاول تنفيذ عملية إرهابية فاشلة بالسعودية، وفرّ بعدها إلى العراق.
وقاتل أبو حذيفة السوداني تحت راية تنظيم حراس الدين في سوريا ، وتعرض للمطاردات والملاحقات الأمنية، وتم القبض عليه من قبل ؛ ليبقى داخل السجون السعودية لفترات طويلة قبل إخلاء سبيله وعودته للسودان مرة أخرى.
إن اهل السودان جميعا مطالبون بالالتفات إلى هذا الخطر الذي يتهدد البلد والمتمثل في نية الإرهاب التكفيري نقل نشاطه الي السودان ، وقد راينا كيف حدثت مواجهات عنيفة بين بعض الخلايا الارهابية النائمة وعناصر من القوى الامنية ، والخطورة التي ترتبت على ذلك ، ونحذر من التراخي وإهمال التصدي لهذا البلاء الذي نسال الله ان يحمي بلادنا منه ولنتحرك معا ضد الإرهاب ومعا ضد الفكر الاقصائي والعمل الاجرامي الذي يمارسه التكفيريون.
سليمان منصور