أخبار السودان :
مرحلة مابعد طوفان الاقصي
واهم من يظن ان إسرائيل ستكون على ما كانت عليه قبل السابع من أكتوبر الذي يعتبر تاريخا فاصلا بين مرحلتين وعلينا أن نعي جيدا ان المقاومة بعد عملية طوفان الأقصى حتما ليست هي المقاومة قبل هذه الحرب.
وأوضح معالم مرحلة مابعد طوفان الاقصي انكسار إسرائيل وغرقها في الفشل وبعدها التام عن تحقيق الانتصار الذي وعدت به القيادة السياسية والامنية قطعان المستوطنين ومحبيها في الغرب وترتفع الأصوات الان في كيان العدو تتحدث عن الفشل التام في تحقيق اي هدف لعمليتها العسكرية المستمرة منذ ما يزيد عن الثمانية أشهر وبات الداخل الاسرائيلي صريحا وهو يقول ان اصرار نتنياهو على مواصلة الحرب يقود كيانهم إلى الهاوية وهذا الكلام لم ينفرد به الجمهور العادي وإنما قاله حتى بعض القادة السياسيين والعسكريين ، وهذا يعني ان واحدة من معالم مرحلة مابعد طوفان الاقصى هو إنعدام الثقة لدي الإسرائيليين في حكومتهم وقولهم ان كيانهم تحول إلى دولة فاشلة.
ومن معالم مرحلة ما بعد الطوفان ارساء المقاومة بكل مكوناتها معادلات ردع جديدة إذ انتهى الزمن الذي تغربد فيه إسرائيل كما تشاء وهذه نتائج ضربات المقاومين المحكمة في داخل فلسطين المحتلة وفي جبهات الإسناد شاهدة على ذلك.
واذا نظرنا بإختصار إلى نتائج الرد الإيراني على اسرائيل جراء عدوانها على القنصلية الإيرانية في دمشق فإننا نستطيع القول ان العدو يواجه مرحلة جديدة لم تكن موجودة وستكون تداعياتها مرعبة على الصهاينة وهي من معالم مرحلة ما بعد طوفان الأقصى ، ويمكن أن نتوقف في نقاط مختصرة جدا مع بعض معالم هذه المرحلة اخذين في الاعتبار الفشل الإسرائيلي المركب في كل الاصعدة وبالذات في مواجهة إيران.
وقد تبين خطأ حسابات القيادة الإسرائيلية وهي تهاجم القنصلية الايرانية في دمشق ولم يخطر ببالهم ان إيران ستغير المعادلات وتقلب الطاولة عليهم وهذا ما حدث إذ ان الرد الإيراني غير قواعد الاشتباك بلا شك وأوضح ان إسرائيل حقا هي اوهن من بيت العنكبوت فاشلة منهارة ومردوعة ولن تستطيع وحدها التصدي لإيران الا بمساعدة الأمريكي والبريطاني والفرنسي وبكل اسف بعض العرب المتواطئين حيث يدعمه الجميع ويشغلون أجهزة استخباراتهم وينشطون دفاعاتهم فإسرائيل الضعيفة المفككة الواهنة أضعف من أن تقف بوجه إيران فإسرائيل التي هزمت العرب في ستة أيام عام 1967 باتت الان تولول وهذا المحلل العسكري الصهيوني والصحفي الاستقصائي رورن بيرغ قال لو يتم نشر مداولات مجلس الحرب بعد الضربة الإيرانية لوجدنا اربعة ملايين إسرائيلي في مطار بن غوريون ينوون الهجرة ومغادرة البلد دون رجعة وحتى ان قررت الحكومة الإسرائيلية ضرب إيران ردا على ما وقع عليها فان هذا لن يبعث على الثقة والاطمئنان وسط الاسرائيليين.
ومن الملاحظات على الرد الإيراني ان طهران استطاعت ومن خلال مسيرات وصواريخ قديمة نسبيا – استخدمت في عملية الرد أسلحة من الجيل الثالث بينما تمتلك الجيل الخامس – ومعلومة عند الأمريكي والإسرائيلي استطاعت ان تضطر العدو وداعميه للكشف عن كل قدراتهم الدفاعية وبقيت أسرار التسلح الإيراني غير معلومة لإسرائيل وحلفائها وهذه نقطة قوة سجلتها إيران وتفوقت بها على اسرائيل وداعميها معا.
وامر اخر تجدر الإشارة اليه وهو ان تكاليف الأسلحة التي استخدمتها إيران في الرد على العدو بلغت في جملتها نحو خمس وثلاثون مليون دولار بحسب مختصين اكدوا ان إسرائيل تكبدت ما يزيد عن المليار وثلاثمائة مليون دولار وهي تتصدى للهجوم الإيراني ولهذا الجانب أهمية يلزم ان يتم الانتباه إليها.
سليمان منصور