أخبار السودان :
مخاطر الذهاب بالسودان للمجهول
آفاق السودانيون والعالم صباح السبت على خبر عده الكثيرون مفاجئا وان كانت الارهاصات تشير اليه ، إلا وهو اندلاع القتال بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع ، وكان الحديث قد راج عن نجاح جهود الوساطة بين الطرفين ، لتهدئة الأوضاع ، ونزع فتيل الازمة ، وتجنيب البلد صراعا تنعكس اثاره على الداخل ، والمحيط العربى ، والافريقى ، لكن ما جرى نهار السبت كان صعبا ، خاصة وأن المعارك قد دارت فى مناطق مأهولة بالسكان (المدينة الرياضية ، أرض المعسكرات بسوبا ، محيط القصر الجمهورى ، جوار مطار الخرطوم ، مقار قيادة هيئة العمليات ، القيادة العامة ، محيط الإذاعة والتلفزيون ، سلاح المهندسين ، منطقة طيبة وغيرها من
المناطق) كون ميادين الصراع هذه وسط المدن ومساكن الناس.
إن الازمة التي اندلعت وبغض النظر عن أسبابها فانها تشكل خطرا على أمن المنطقة ككل ، فالسودان باعتباره مطلا على البحر الأحمر ، وقريبا من منطقة الصراع في الشرق الأوسط ، إضافة الى جيرته لمصر والسعودية ، وباعتباره أيضا البوابة العربية والاسلامية الي العمق الافريقي ، هذه العوامل وغيرها تجعل من السودان محطة مهمة في أجندة الدول الإقليمية والعالمية ، وهذا يعزز اهتمام العديد من الدول بامر السودان وتفاصيل الأوضاع فيه ، فبلادنا باعتبارها من أهم منتجي الذهب في إفريقيا ، وايضا دور السودان في مراقبة ومتابعة أنشطة عصابات الاتجار بالبشر ، وعصابات تهريب المخدرات ، هذه وغيرها من العوامل توضح ان كثير من دول العالم حريصة على أن لا تتخبط البلد فى الفوضى حيث يمكن أن يتخذ الإرهابيون الساحة المضطربة الرخوة اساسا ساحة يتمدد فيها سرطانهم الخبيث ، ومن السودان يمكن أن ينطلق الإرهابيون الي مناطق عدة في الجوار ، وحتى بعيدة عن السودان ، هذا علاوة على الخطر الذى يشكله هؤلاء الإرهابيون علي السودان وأهله ، نقول لكل هذه العوامل وغيرها لابد من التفكير بشكل جدي من قبل المتورطين في التسبب بحدوث الاقتتال ونشوب الفتنة ، نقول لهم احذروا ان تقودوا السودان الي المجهول.
سليمان منصور