محمد حسن شوربجي
قبل ايام نشبت ازمة دولية بين دولتين ..
عشرات المهاجرون كانوا محاصرون بين بلاروسيا وبولندا ..
وان صح القول كانت الازمة انسانية بكل ما تحمل الكلمة من معني ..
برد قارس وجوع ومرض واطفال يبكون ..
وهذه الدولة تقفل حدودها دونهم وتلك ترفض ادخالهم ..
ولعله الحرص كله علي الاقتصاد وما قد يترتب عليه بسبب تلك الهجرات العشوائية التي تؤثر علي البلدان ..
وكم عجبت لبلادنا الفقير الذي اصبحت حدودها مفتوحة شرقا وغربا لكل من هب ودب..
تهريب ومتسللون وجرائم..
ولا رقيب ولا حسيب علي ما يحدث غربا وشرقا او شمالا او جنوبا ..
وقد اصبح الامر مصدر رزق حرام لحراس حدودنا المتهالكين في تماس الحدود السودانية ..
ارتريون يدخلون ويتجنسون دون حساب ..
وحبش يدخلون ويستوطنون دون رقيب ..
وتشاديين ونيجريين يتجندون في المليشيات السائبة ..
ومن افريقيا الوسطي ..
ومن جنوب السودان ..
وسوريون بالآلاف ..
والهوية السودانية ملطشة وفي قارعة الطريق لمن يريد ويدفع ..
والمطلع علي احصائية المجنسون في عهد الانقاذ البائد قد يصاب بالدهشة ..
فهل السودان مؤهل لاستقبال كل هذا الكم من الاجانب ..
وهناك حرب التيغراي المتكررة دوما والتي تدفع بالآلاف نحو حدودنا الشرقيه بين الفينة والاخري ..
وفي يوم نظمت الجالية الإثيوبية وقفة أمام مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين بالخرطوم حيث طالبوا بأن توفق أوضاعهم خاصة وأن بعضهم يقيمون بالسودان منذ أكثر من 40 عاماً ..
وحقا فلقد طال بهم المقام بالسودان ..
وجزء من أطفالهم قد ولدوا بالسودان ..
الآن الاجانب يتكاثرون في كل السودان ..
نعم لقد ضاقت بهم شوارع الخرطوم ..
وخوفي أن يصلوا يوما الي القصر الجمهوري حكاما وقد وصل بعضهم كما هو معلوم للجميع ..
وكل هذا والشباب السوداني جلوس في الميادين العامة وعلي بنابر ستات الشاهي ..
ومن سوق الحبش بالخرطوم «2» احلي زغني وقهوة ..
فظاهرة الهجرة الي السودان اصبحت من الظواهر الافريقية المعتادة..
والان لاتخلو منطقة ولايخلو حي من احياء الخرطوم الا وقد امتلأ بالاغراب ..
ومحل ما تقبل تلقاهم قدامك ..
فهل عدمنا حلا وطنيا لهذه الظاهره الخطيرة ..
الا يهمكم ايها الاخوة ما يحدث من تغيير ديمغرافي..
فلماذا لا نحد من تنامي هذه الظاهرة الخطيرة ..
لماذا لا تفرض رسوم باهظة علي الاجانب في بلادنا ..
فنحن في بلدان المهجر ندفع كثيرا ..