يشهد السودان تحركات إقليمية ودولية، وطرح 6 مبادرات دولية وإقليمية ومحلية في مقدمتها المبادرة الأممية برعاية بعثة “يونيتامس”، إضافة لما طرحته “إيغاد” “والاتحاد الإفريقي” و”جوبا”، و”مدراء الجامعات” وحزب “الأمة القومي” لإنهاء الأزمة.
وقال الكاتب والمحلل السياسي، عبدالله رزق انه: “لا توجد جهود أمريكية، في الوقت الراهن، وإنما هي جهود أممية، فقد انسحبت أمريكا، من مهمة التوسط والتواصل المباشر مع طرفي الأزمة، بمكونيها العسكري والمدني، وتركت المجال للمبعوث الأممي فولكر بيرتس، مكتفية بدعم ما يقوم به من جهود”.
وفي 8 يناير/ كانون الثاني الجاري، أعلن رئيس بعثة (يونيتامس) فولكر بيرتس، إطلاق مشاورات “أولية” لعملية سياسية شاملة بين الأطراف السودانية لحل أزمة البلاد.
وأشار رزق في حديثه للأناضول، إلى الموقف الذي تبنته واشنطن في بداية الأزمة عندما رفضت “انقلاب 25 أكتوبر”، ودعت إلى العودة للوثيقة الدستورية وعودة حمدوك لموقعه كرئيس وزراء انتقالي بكامل صلاحياته، ومطالبتها بإطلاق سراح المعتقلين ورفع حالة الطوارئ.
وأضاف: “ثم رحبت أمريكا وحلفائها، بعودة حمدوك لموقعه الدستوري والإفراج عن المعتقلين من الدستوريين، وقد عدت الاتفاق (21 نوفمبر) الذي تم بموجبه عودة حمدوك لموقعه الرسمي خطوة أولي، لكن لم تتلوها أي خطوة إلى أن غادر حمدوك المشهد الرسمي في 2 يناير”.
ويرى رزق أن هذا الأمر “مؤشر أولي على ضعف التأثير الأمريكي، عبر تحرك واشنطن، على حالة الأزمة، إذ لم تؤثر التهديدات علي موقف العسكر، وفي ذات الوقت بدأ التردد ظاهرا في اتجاه واشنطن نحو فرض أي عقوبات على معرقلي الانتقال الديمقراطي”.
وتابع بالقول: “تردد أن خلافا وقع بين المبعوث الأمريكي للسودان وإثيوبيا، جيفري فيلتمان، من جهة، ومساعدة وزير الخارجية الأمريكية، مولي في، بشأن العقوبات، ويبدو أن استقالة فيلتمان المؤيد لفرض العقوبات، ليخلي الموقع لخلفه ديفيد ساترفيلد، متصل بمصائر المساعي الأمريكية ووصولها لطريق مسدود”.
ويؤكد رزق أنه “منذ اتفاق 21 نوفمبر، بدا أن تحولا حدث في الموقف الأمريكي، وموقف حلفائها، باتجاه التعامل مع الانقلاب كأمر واقع، والتخلي عمليا عن شعار العودة للمسار الشرعي للانتقال بقيادة مدنية”.
ويشير إلى أن “واشنطن تركت للمبعوث الأممي عقب هذا الاتفاق مهمة إيجاد قواسم مشتركة بين طرفي الصراع في البلاد، وهو اتجاه يتصادم مع تبني كافة قوى الثورة لخط رافض للتفاوض مع المكون العسكري والحوار معه أو إعطائه أي شرعية”.
ويوضح رزق أن أمريكا، وحلفائها بالمنطقة، يميلون لترتيب الأوضاع بما يتسق مع مصالحهم، ويتردد بصورة واسعة أن دولا من بينها إسرائيل ومصر والإمارات، معنية بشكل كبير بالوضع في السودان، وتمارس تأثيرًا علي مجرى الأحداث فيه، وتدعم، بشكل خاص، البرهان، وبقائه على رأس السلطة خلال الفترة الانتقالية”.
المصدر: أخبار السودان