أخبار السودان :
ماذا تريد الإمارات من السودان؟
منذ فنرة طويلة والحديث يتردد عن دور سالب للامارات في السودان من تأجيج للصراعات وتازيم للاوضاع ، وقد تناقلت كثير من المواقع الإخبارية احاديثا متضافرة للسفير محمد الجنيبي عن دور بلاده في اسقاط البشير ، وراج بين السودانيين وقتها الحديث عن نشاط كبير ومتواصل قامت به الامارات بعد سقوط الانقاذ، وتمثل في جزء كبير منه بتوجيه دعوات منتظمة لقادة سياسيين من مختلف الاحزاب ، وقد شهد الناس السفر المنتظم والمكرر لهؤلاء السياسيين الى الامارات ومحاولات ابو ظبي المستمرة لايجاد تاثير لها في المشهد السياسي السوداني ، والعمل الجاد لاجل الحضور القوي في المطبخ السياسي السوداني ، وتوجيه صناع القرار لاستلهام مطلوبات الامارات لتاتي قراراتهم استجابة لها وتنفيذا لرغبتها.
ومع دخول البلاد هذا المنعطف الخطير المتمثل في وقوع الحرب فقد تعاظم الكلام عن الدور الكبير للامارات في تازيم الاوضاع وصناعة الفتنة وهذا ما لاحظه كثيرون مع استمرار الامارات في نفي اي تدخل سالب لها في الشان السوداني.
ومنذ ان نشبت هذه الحرب والحديث متواصل عن دور ابو ظبي في امداد
واضح ومتواصل للدعم السريع باسلحة متنوعة ومعدات قتالية مختلفة ومتفاوتة مما اسهم في اطالة امد الحرب وزيادة معاناة الناس ، ومع امتناع ابو ظبي في البداية عن التعليق على هذه الانباء لكن كثرة الطرق عليها وتداولها جعل الامارات تنفي هذا الامر.
الجيش السوداني اعلن اكثر من مرة عن ضبط اسلحة مرسلة من الامارات الى قوات الدعم السريع ، ومع ان الجيش وقيادته الحالية ليس محل ثقة وتصديق الناس ، وليس بالضرورة ان ما يعلن عنه يمثل الحقيقة فقد اعتاد الناس على كذب ونفاق قادة المنظومة العسكرية في بلادنا ، لكن مع كل ذلك يبقى اتهام الامارات بالسعي لاطالة امد الحرب وتدخلها السالب في الشان السوداني يبقى هذا الكلام مصدقا سواء انفرد به الجيش او تنوعت مصادره ، بل ان القول بتآمر الامارات على السودان لايحتاج الى معضد يسنده بعد ان اصبح امرا متيقنا عند الشارع السوداني الواسع ولن تستطيع ابو ظبي نفي ذلك او انكاره
ومع قطاع واسع من الجمهور السوداني المكتوي بنيران الحرب نقول ماذا تريد الامارات من السودان؟ ونتمني ان تتدخل كوسيط خير وتسعي للبحث عن وسيلة لايقاف الحرب لا تسعيرها.
سليمان منصور