أخبار السودان:
عبر منبر سونا أطل الأستاذ محمد الفكي عضو مجلس السيادة في مؤتمر صحفي حول أحداث الحدود الشرقية، وكان مؤتمرا صحفيا صريحا ومباشرا، ظهر فيه ود الفكي مرتبا وواثقا وممتلكا لناصية المنبر بكل جدارة، وهي صفات لا تتوفر الا في مسؤل خرج مرفوع الراس ليعبر عن قضية وطنية تدعمها الحكومة بكل اطيافها وتعتبرها قضية وطنية لا تردد فيها ولا مجاملة.
قدم ودالفكي فذلكة تاريخية عن تاريخ الصراع مختتما بتفاصيل ماحدث في الواقع الراهن، ذاكرا بأن انسحاب الجيش السوداني من الحدود الشرقية كان نتيجة اتجاهه نحو حرب الجنوب في ظل النظام البائد، الفراغ الذي تركه الجيش في حدود البلاد الشرقية احتلته المليشيات الاثيوبية، وما حدث في الايام الماضية من انسحاب هذه المليشيات الى داخل الاراضي الاثيوبية نتيجة الاحداث الاثيوبية الداخلية ترتبت على اعادة انتشار الجيش السوداني في مواقعه وارضه مجددا.
النقطة المهمة التي ذكرها ود الفكي هي أن الجيش السوداني أعاد انتشاره في الأراضي السودانية الخالية من الوجود الأثيوبي ولم يدخل إلى هذه الأراضي محاربا لأحد، بل ذكر بأن هناك نقطتين حدوديتين مازالتا تحت سيطرة قوات إثيوبية، وان الجيش لم يدخلها ولم يحارب لاستعادتها وهو قادر على ذلك ولكنه لا يريد الحرب مع الجيران، وطلب ودالفكي من إثيوبيا سحب هذه القوات من الأراضي السودانية، وهذه النقطة بالتحديد تكذب اي ادعاء وحديث عن سعي السودان للحرب او للتوغل في أراضي إثيوبية.
نقطة مهمة ذكرها ودالفكي وهي أن الحكومة الانتقالية حين كانت تستفسر الحكومة الإثيوبية عن الاعتداءات المتكررة على المواطنين السودانيين في هذه المناطق من قبل الاثيوبيين كانت الحكومة الإثيوبية ترد بأن هؤلاء المعتدين مليشيات متفلتة ليست تحت سيطرة الحكومة الإثيوبية!
رد ود الفكي على ادعاءات الباحثين عن دق آسفين بين الشركاء العسكر والمدنيين في الحكومة الانتقالية بقوله أن قرار إعادة الانتشار تم اتخاذه عبر مجلس الأمن والدفاع المكون وفق الوثيقة الدستورية وبموافقة كاملة من أطراف الحكومة عسكر ومدنيين، وهو رد صاعق للذين ظلوا يقولون بأن هذه التحركات نابعة من الجناح العسكري بالحكومة وبدون موافقة الجناح المدني.
رئيس المكتب السياسي لحزب الأمة القومي الدكتور محمد المهدي حسن تحدث كذلك لاحدي القنوات العربية معبرا بوضوح عن ان هذه الأراضي سودانية وان الجيش أعاد انتشاره فيها ولم يعتدي ولم يحارب. وهكذا تكون القوى الرئيسية في السودان والتي تدعم حكومة الثورة على قلب رجل واحد مع قوات الشعب المسلحة، ومن خلفهم جميع أبناء السودان الثوار الصادقين، أما الذين يبحثون عن طعن الجيش من الخلف نتيجة خلافهم مع بعض قادة الجيش فقد انفضحوا وظهر عوار تفكيرهم وخطل تقديراتهم.