لنبعد أطفالنا عن هذا الصراع العبثي
من نافلة القول ان هذه الحرب التي تدور رحاها في بلادنا منذ أكثر من عام قد اتعبت الناس وأهلكت الحرث والنسل ووصل الوضع بالمواطنين إلى حال بات الصوت الداعي إلى ضرورة إيقاف الحرب عاليا جدا وترتفع اعداد المتبنين له يوما بعد يوم ، وهذا وضع طبيعي.
ومن المؤكد ان الحرب نفسها واصطفاف الناس مع هذا أو ذاك قد أحدث انقساما حادا وسط الجماهير وتباينت تقييماتهم وتبعا لذلك تباينت رؤاهم ومواقفهم السياسية وهذا امر مفهوم أيضا ولا خلاف عليه.
ومن المستحسن ان يعمل الجميع من أجل تقوية نقاط الالتقاء بين الناس والسعي الجاد لتقليل نقاط الخلاف واحد أكبر مواضيع الخلاف الموقف من الحرب الحالية.
وأطفالنا يؤدون هذه الأيام امتحان النقل من مرحلة الأساس إلى المتوسط فغني عن القول ان الواجب تجنيب هؤلاء الاطفال وذويهم اي قضايا خلافية يمكن أن تشتت اذهانهم وتخرجهم عن جو الامتحانات والتركيز المطلوب فيها لكن كان غريبا جدا بل ومستهجنا ان ياتي امتحان الإنشاء لتلاميذ الصف السادس في الامتحان مشتملا في احد مواضيعه على الاتي : وقفت مخاطبا تلاميذ مدرستك تحثهم وتدفعهم للوقوف مع الجيش السوداني في معركة الكرامة ضد اعداء الوطن ماذا قلت لهم!!
انه حق امر غريب ان نشغل بال أطفالنا بامر خلافي وهم دون الثانية عشرة من أعمارهم او حتى بلغوا هذه السن ما علاقتهم بقضايا سياسية خلافية كهذه؟
هل تجعل هذه الخطوة الغير منطقية ولا مقبولة ولا محترمة هل تجعل من التأييد المطلق للجيش بداهة مسلما بها و غير قابلة للنقاش اصلا؟
اما كان الأفضل أن يطلب معدو الامتحان من التلاميذ رواية تجاربهم الخاصة مع الحرب ومشاعرهم تجاهها؟ الم يكن ذلك اوفق وأفضل وأكثر منطقية حتى يعلم الجميع مدي معاناة الناس مع هذه الحرب؟
بلدنا منكوب وسياستنا معطوبة وساستنا فاشلون ومع ذلك يريدون تسييس العملية التعليمية التربوية في عمل مفضوح ولا أخلاقي
دعونا نجنب أطفالنا هذه المنزلقات الغير مقبولة ولنعمل معا من أجل الاهتمام بالعملية التربوية والتعليمة دون تسييس يكن خيرا للجميع.
سليمان منصور