كشفت مصادر متطابقة عن لقاء مرتقب بين قائد الجيش السوداني، عبد الفتاح البرهان، وقائد قوات «الدعم السريع»، محمد حمدان دقلو الملقب بـ(حميدتي)، ينتظر أن يعقد في عاصمة إقليمية في غضون الأيام القليلة المقبلة، وذلك عقب إعلان البرهان، في خطاب أمام ضباط في قاعدة عسكرية في البحر الأحمر، أنه وافق على الذهاب إلى التفاوض في وقت قريب.
وقال البرهان في خطابه في قاعدة عسكرية بولاية البحر الأحمر، (الخميس)، إنه موافق على الذهاب إلى التفاوض مع «الميليشيا»، وإنه يرفض أي اتفاق سلام فيه «مهانة للقوات المسلحة والشعب السوداني»، وإن القوات ستظل متماسكة وقوية وضامنة لأمان السودان. وتعهد بمحاسبة ما وصفه بـ«سرطان قوات الدعم السريع»، متعهداً بمحاسبة ما أسماه «كل متخاذل ومتهاون في عملية استيلاء الدعم السريع على مدينة ود مدني».
ونقلت تقارير متطابقة، بما في ذلك قناة «الشرق»، أن وزير الخارجية المكلف علي الصادق، سلّم رسالة خطية لرئيس وزراء جيبوتي، رئيس الهيئة الحكومية الدولية المعنية بالتنمية (إيقاد)، عبر السفير الجيبوتي لدى المغرب، خلال المنتدى العربي الذي عُقد في مراكش الأسبوع الماضي، تفيد بأن البرهان مستعد للقاء حميدتي، بشروط محددة.
حد فاصل في العملية العسكرية والسياسية
وكانت «الهيئة الحكومية للتنمية (إيقاد)» قد اقترحت في أوقات سابقة لقاءً بين الجنرالين، بيد أن البرهان رفض الاقتراح. غير أن قمة «إيقاد» الاستثنائية في التاسع من ديسمبر (كانون الأول)، أعلنت موافقة الرجلين على عقد لقاء مباشر بينهما، لتوقيع اتفاق لوقف إطلاق نار والعودة للحوار لحل النزاع، وهو البيان الذي رفضته وزارة الخارجية السودانية التي ذكرت أن البرهان اشترط قبل أي لقاء «إخلاء قوات الدعم السريع منازل المواطنين والأعيان المدنية». ولم يتحدد موعد لقاء الرجلين، بيد أن التوقعات تشير إلى أنه سيكون في الأيام القليلة المقبلة، مع توقعات بأنه سيشكّل حداً فاصلاً في العملية العسكرية والسياسية المرتقبة في السودان.
وكان وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، قد أعلن أن جهوداً متواصلة أسهمت في عقد لقاء بين قائدي الجيش و«الدعم السريع»، عادّاً الاتفاق على اللقاء «تقدماً أُحرز مؤخراً»، وأن الجهود الدبلوماسية لوقف الصراع في السودان مستمرة، بمشاركة الاتحاد الأفريقي و«الهيئة الحكومية للتنمية (إيقاد)»، والشركاء الدوليين، من أجل توقيع اتفاق ينهي القتال في السودان.
استمرار النزوح إلى الولايات الشرقية
من جهة ثانية، دارت معارك (السبت) بين الجيش السوداني وقوات «الدعم السريع» في القرى الجنوبية لولاية الجزيرة، وسط السودان، المجاورة لولاية سنار في الجنوب الشرقي، حيث حاول الجيش صد هجوم لـ«الدعم السريع» على سنار، مع استمرار نزوح السكان من ود مدني إلى الولايات الشرقية. ونقلت وكالة «أنباء العالم العربي» عن مصادر محلية، جنوب ولاية الجزيرة، أن اشتباكات اندلعت بين الجيش وقوات «الدعم السريع» في قريتي الحاج عبد الله، وود الحداد المجاورتين لولاية سنار في جنوب شرقي السودان، في محاولة لصد تقدم «الدعم السريع» نحو الولاية. وذكرت الوكالة أن قذائف سقطت في المنطقة، إلى جانب تضرر مصنع سكر سنار، أحد أكبر مصانع السكر في البلاد، مشيرة إلى أن سكان القرى الجنوبية الذين استقبلوا عدداً كبيراً من النازحين من مدينة ود مدني، يتأهبون لمغادرة المدينة بعد انتقال الاشتباكات إليها.
وأضافت الوكالة، نقلاً عن شهود عيان، أن الطائرات الحربية التابعة للجيش نفّذت ضربات جوية على قوات «الدعم السريع» لمنع تقدمها إلى ولاية سنار، حيث أشاروا إلى أن قوات «الدعم السريع» بدأت منذ الليلة الماضية الانتشار والتقدم على طريق ود مدني – سنار. ولفت الشهود إلى استمرار النزوح من ود مدني وقرى ولاية الجزيرة، إلى ولايات سنار في الجنوب الشرقي والقضارف وكسلا وبورتسودان، في شرق البلاد.
وكانت قوات «الدعم السريع» قالت، يوم الثلاثاء الماضي، إنها سيطرت على مدينة ود مدني، عاصمة ولاية الجزيرة، عقب إعلان الجيش الانسحاب منها بعد اشتباكات استمرت 5 أيام. وتحاول قوات «الدعم السريع» التقدم إلى مدن الولاية من الجهة الشمالية، بعد سيطرتها على مدينة القطينة الحدودية المجاورة لمنطقة جبل أولياء، جنوب الخرطوم.
المصدر: الشرق الاوسط