بقلم: سليمان منصور
مع التوتر بين الفريق أول برهان ونائبه الفريق حميدتى ، والذى بدأ يطفو إلى السطح ، وتتحدث عن عنه مجالس المدينة ، ومع هذه الأوضاع المعقدة التى تكتنف السودان ، وتهدد بالذهاب إلى الأسوأ ، فى هذه الظروف تلاحق المطبعين مشكلة أخرى لم تكن فى حسبانهم ، الا وهى تداخلات العلاقة مع العدو الصهيونى التى تحولت من نعمة ظن المطبعون أنها ستفتح لهم ابواب النفاذ إلى المجتمع الدولى ومؤسساته السياسية والمالية والقانونية إلى نقمة وطامة عليهم ، وإذا بها تصبح لعنة تطاردهم وتحيل استقرارهم الهش إلى وميض نار تستعر تحت الرماد ، مهيأة إلى الاشتعال فى اى لحظة فتحرق الاخضر واليابس .
لعنة التطبيع لاحقت البرهان وحميدتى وازمت علاقتهما المتأزمة اصلا ، وهددت التحالف الرخو بالانهيار .
وكانت الأنباء قد كشفت أن توترا مكتوما شاب العلاقة بين البرهان ونائبه ، على خلفية زيارات متبادلة بين وفود أمنية وعسكرية سودانية وإسرائيلية حطت فى السودان والأراضي الفلسطينية المحتلة ، وتحدثت مونتي كاروو ان ضابطان من الموساد حطا بالخرطوم و اتضح لاحقا انهما من مجموعات العمل الخاص ، وقد قام بدعوتهما محمد حمدان دقلو بدون علم رئاسة الدولة في السودان.
وكشفت مونتكارو أنه عند احتجاج قيادة المجلس السيادي لضابط الارتباط الاسرائيلي نفت تل ابيب علمها باي زيارة رسمية ، وطلبت ارسال موفدين من الخرطوم الي تل ابيب حتي يتم التحري علي مستوي عالي ، وبالفعل وصل يوم الثلاثاء مساء ٢٩ مارسوددد حقالمنصرم الي مطار بن غوريون الدولي وفد عسكري برئاسة اللواء صبير وانخرط فى لقاءات مكثفة مع القيادة الأمنية الإسرائيلية .
جدير بالذكر أنها ليست المرة الاولى التي تعبر فيها المؤسسة العسكرية السودانية عن احتجاجها على التواصل المباشر لقيادات اسرائيلية مع الدعم السريع دون علم بقية اجهزة الدولة الرسمية ، حيث تم إبلاغ ذلك للوفد الإسرائيلي الذي زار الخرطوم في نوفمبر 2020 ومكون من 6 أشخاص .
وذهبت المؤسسة العسكرية في السودان أبعد منذ لك في رسالتها للوفد الإسرائيلي بتأكيدها ان التواصل المباشر مع الدعم السريع ليس مقبولاً بالنسبة لها ، فيما أرجعت إسرائيل ما حدث لـ (سببين)، الأول طبيعة عمل جهاز المخابرات فيها بشكل مستقل عن أجهزة الدولة، والثاني بيروقراطية دورة العمل لدى الطرف الثاني وهي القوات المسلحة السودانية بينما التعامل سهل وسريع مع الدعم السريع.
وعلى هذه الخلفيات سافر كلا من الفريق أول ميرغني إدريس سليمان مدير عام منظومة الصناعات الدفاعية (الإنتاج الحربي) وعبد الرحيم دقلو قائد ثاني الدعم السريع معاً الى تل ابيب (قبل خمسة أشهر تقريبا) في 7 اكتوبر في مهمتين الاولى :إبلاغ إسرائيل ان الدعم السريع مؤسسة داخل المؤسسة الأولى (القوات المسلحة)، وعلى هذا الأساس يجب التعامل مباشرة مع القوات المسلحة في كل ما من شأنه يساعد على تنفيذ الاتفاقيات والتعاون المشترك بين الدولتين.
المهمة الثانية ابلاغ القيادة الاسرائيلية بعزم المؤسسة العسكرية الاطاحة بحكومة حمدوك وان تساعدهم في تحييد الادارة الامريكية من اتخاذ اي اجراءات ضد الانقلاب عبر اللوبي الاسرائيلي في واشنطن .
ويرفض رئيس مجلس السيادة السوداني والقائد العام للجيش عبد الفتاح البراهن توصيف الزيارات المتبادلة بين الخرطوم وتل أبيب بالسرية، وقال في مقابلة مع الشرق الاوسط انها لا تخرج عن كونها زيارات تهدف لتبادل المعلومات الاستخباراتية والمعلوماتية ولا تحتاج إلى إعلان ولا إخفاء.
ان العلاقة مع العدو الصهيونى قد أحدثت الشقاق بين المكونين العسكريين فى البلد بدلا من توافقهما
عليها والتنسيق بينهما حولها لكنها لعنة التطبيع كما قلنا وستظل تفسد أى علاقة.
حرب السودان تهدد بانهيار تشاد بقلم سليمان منصور
أخبار السودان : حرب السودان تهدد بانهيار تشاد تحدثنا في مقال سابق عن الأزمة التى تمر بها حكومة الرئيس محمد...