أخبار السودان :
الخطر يتهدد العدو داخليا وخارجيا
لم يتردد أكثر المتفائلين في إسرائيل من إمكانية تحقيق جيشهم ولو نصرا جزئيا يحفظ ماء وجه القيادة السياسية والامنية عندهم ويعيد لهم أبناءهم الاسرى لم يترددوا في الجهر من خشيتهم من وقوع المزيد من الخسائر وسط الجنود الإسرائيليين وتوقع زيادة عدد القتلى في صفوف ابنائهم الرهائن الذين سقط عدد منهم بفعل قصف جيشهم لمواقع المقاومة ، وقد ارتفعت أصوات الاسرائليين محتجين على سياسات حكومتهم التي تمضي في الحرب وتعمل على تمديدها بالزحف نحو رفح والتوجه لاجتياحها بعد أن أحتل المعبر ، ويرى المحللون الاسرائيليون ان اصرار حكومتهم على اقتحام رفح يمثل المزيد من التورط لهم في اتون الحرب ودفع المزيد من الاثمان الباهظة لهذا القرار.
ولا شك أن احتلال العدو لمعبر رفح ليس بالأمر السهل ولن يمر دون أن يندم عليه ، فالمقاومة التي اذاقته الأمرين في غزة هي نفسها موجودة في رفح ، ويواجهها العدو بجنود منهزمين محطمين نفسيا منهارين ليس لهم دافع للحرب بل على العكس يسعون للهروب من الجيش اصلا وفي المقابل يزداد المقاومون صمودا وإصرارا على قتال عدوهم موقنين بتحقيقهم النصر مستعدين لتقديم اي تضحية في سبيل تحرير بلدهم وهزيمة عدوهم.
ومما يؤزم الاسرائليين جيشا ومستوطنين ويزيد من الضغوط النفسية عليهم ويؤكد لهم صعوبة تحقيقهم اي نصر قريب ان الشعور العام في العالم العربي بالعداء لإسرائيل بدأ يزداد منذ فترة وفارقت الشعوب حكوماتها ومثلت جرائم العدو في غزة نقطة الفراق بين كثيرين في الجمهور العربي والمسلم والقبول بالتطبيع والتعايش مع العدو ، وهاهو احتلال رفح يزيد هذا الانفصام فهذا عمل لا يستهدف الشعب الفلسطيني فقط وإنما هو استعراض ضد الشعب والجيش المصري كما يمثل استفزازا للعرب والمسلمين ويعكس الاستخفاف بهم
ويعرف الجميع أن العدوان على رفح يستهدف النازحين فيها، والتهديد لهم في هذه المرحلة أصبح أكثر من أي مرحلة مضت ،. ويحاول الأمريكي خداع الرأي العام وتقديم صورة زائفة تجاه ما يفعله العدو الإسرائيلي في رفح.، ولكن الجمهور الاسرائيلي يعلم جيدا ان احتلال معبر رفح لن يحقق للعدو أي إنجاز عسكري لأنها منطقة مدنية وليست جبهة عسكرية للمجاهدين.، ومما يخشاه العدو ان ينتفض الشعب المصري ويكون في مقدمة الحراك العربي لموقف حازم ضد إحتلال معبر رفح.، ويعرف الصهاينة ان الأنظمة العربية
لا تجرؤ على تبني أي موقف ضدهم لكنهم يخشون جدا ان تفسح هذه الحكومات الطريق لشعوبها وستتحرك بشكل كبير لتواجه المعتدين وهذا ما يؤذن بهزيمتهم حتما.
ان الجمهور الحر في كل مكان لن يتسامح مع هذا المستوى الفظيع من الإجرام والتوحش الصهيوني الذي يأتي من خلفية الحقد والعداء الشديد للعرب والمسلمين.، وتبدأ حالة الحقد الصهيونية هذه عند الإسرائيليين من المرحلة التربوية لأطفالهم وتترسخ كحالة وعقدة نفسية وعقيدة وثقافة
لذا فإن وعي العرب والمسلمين وعموم احرار الأرض لهذه التركيبة النفسية التي ينطلق منها الصهاينة سيجعلهم يتصدون لهم ويتجاوزون الأنظمة الحاكمة وهذا بنفسه يشكل الخطر الاكبر الذي يهدد إسرائيل، فإذا تلاقي ذلك مع الخطر الداخلى المتمثل في التهديد بالتفكك وعدم الثقة بين مكونات الكيان الغاصب وغيرها من العوامل فان افول شمس الكيان لن يكون بعيدا.
سليمان منصور