كيف يمكن إطلاق سراح الـبشير
كثيرة هى التكهنات والارهاصات التى يجرى تداولها هذه الأيام حول احتمال إطلاق سراح الـبشير ، وتذهب بعضها إلى القول بتحديد حركته وذلك عن طريق وضعه فى الإقامة الجبرية ، ويدعو آخرون إلى إخلاء سبيل الرجل فى إطار توفير مناخات مناسبة للتهدئة ، ومنع البلد من الوقوع فى المزيد من التوترات .
ان الانسان ليستغرب جدا من هذه الأقاويل ، ونسأل اليس البشير هو المجرم الاول والمسؤول المباشر عن أى مظلمة ارتكبت فى حق الوطن والمواطنين طوال سنى عهده الاغبر ؟ اليس هو المعترف بعظمة لسانه أنهم قتلوا فقط عشرة الف إنسان فى دارفور ، وكان هذا امر سهل ؟ وكان دماء الناس رخيصة ؟ اليس هو المسؤول عن جرائم نظامه العديدة والفظيعة ؟ هل ننسى مجزرة طلاب الشهادة الثانوية فى معسكر العيلفون إبان سنوات حكمه الاولى ؟ كيف تغيب عن بالنا معاناة أهلنا فى النيل الازرق وجنوب كردفان وجبال النوبة ؟ اين نحن من جرائم يندى لها الجبين فى جنوب السودان ؟ وماذا عن جريمة انفصال الجنوب وتمزيق الوطن ؟ هل نسى الناس قتل المواطنين على تجارة العملة (كما زعم نظام البشير ) واين العدالة من دماء مجدى وجرجس وغيرهما ممن سفك نظام الـبشير الارهابى المجرم دماءهم واثكل اهلهم ؟ اين الناس من ضحايا الاحتجاجات المطلبية والسياسية العادلة فى العام 2009 و 2013 و2018 و2019 وغيرها من جرائم النظام التى لاتعد ولاتحصى ؟ كيف ننسى اعتداءات النظام على أهلنا فى كجبار وامرى و بورتسودان وغيرها من مناطق السودان التى وقع فيها القتل والظلم بحق الناس لأنهم اعترضوا على حكم الطاغية أو طالبوا بحقوقهم المشروعة ؟ اين الناس من اعتقال المعارضين وممارسة أسوأ أنواع التعذيب وأصناف لا تخطر على البال ؟ وقد كشف بعض ضحايا بيوت الاشباح جزءا مما جرى لهم ووقع عليهم ، وحتما ما لم يذكر أكثر مما ذكر ، وما لم يتم الحديث عنه من أنواع التعذيب افظع مما تحدث عنه أولئك الذين اتيح لهم عرض بعض ما وقع عليهم .
اين نحن من تخريب اقتصاد البلد ونهب ثرواتها وسرقة خيراتها والاستئثار بها وحرمان أهلها من حقهم فى موارد بلدهم ؟ هل ننسى جريمة البشير فى حمايته المفسدين وتشكيل غطاء لهم وعدم محاسبتهم على جرائمهم المستمرة لثلاث عقود ؟واين نحن من جريمة التشريد والفصل من الخدمة التى طالت مئات إن لم نقل الاف الموظفين والتسبب فى قطع ارزاق الكثيرين ومنع عوائل كثيرة جدا من مصدر دخلها ؟ وان نسينا الكثير من الجرائم فكيف نغفل عن الزج بابناء السودان فى حرب ظالمة مدمرة عدوانية على أشقائنا فى اليمن ؟وكيف ننسى فى الأساس جريمة البشير التى هى ام الجرائم ومنها تفرعت فظائعه وانتهاكاته وتجاوزاته الا وهى السطو على السلطة ليلة الثلاثين من يونيو 1989 ووأد إرادة الناس والزج بالبلد فى أتون الخلافات والفتن والتسبب فى تدمير البلد وإيصاله إلى هذا الحال المزرى؟
ان البشير باعتباره راس النظام فهو المسؤول عن أى انتهاك وقع على الناس ، وعن أى جريمة ارتكبت فى حق الوطن والمواطنين ، وهو الذى يجب أن يحاكم على كل ذلك وغيرها من الجرائم التى لم نذكرها والانتهاكات التى لم نوردها هنا فكيف والحال هذه أن يتحدث البعض عن إطلاق سراحه فى إطار تسوية أو تهدئة الأوضاع وتهيئة للحوار كما يقال ؟ كل هذا كلام غير مسؤول ولامقبول ، ولابد أن يحاكم البشير ومن معه من المجرمين ويوقع عليهم القصاص المناسب مع أن جرائمه الكثيرة والفظيعة لايمكن ان يتم القصاص منه فيها واى جريمة منها كافية للحكم بإعدامه.
بقلم: سليمان منصور