كواليس زيارة عباس كامل لبورسودان
من الطبيعي أن يتم تبادل الزيارات بين المسؤولين في الدول ، ولا يثير هذا الأمر استغرابا ، ومن الطبيعي ان يتبادل المسؤولين في مصر والسودان الزيارات فطبيعة العلاقات بين البلدين متميزة وراسخة ولاتتاثر بتغير الحكومات والظروف في البلدين.
وبحكم الوضع الحالى في السودان يكون من المنتظر ان يزيد اهتمام الحكومتين بتبادل الزيارات ، ومن الطبيعي ان تنشط الأجهزة الامنية في هذه الظروف ويزداد التواصل في ما بينها ، ويمكن أن يفهم في هذا الاطار زيارة مدير المخابرات المصرية اللواء عباس كامل مؤخرا الى السودان ، لكن البعض يتحدث عن خصوصية لهذه الزيارة وحدوثها في هذا الوقت الامر الذي يجعلنا نقرا قليلا بعض ما قيل في هذا الجانب لعلنا ننجح في سبر اغوار ماخفي ونلج إلى بعض الكواليس علنا نطلع على جزء مما خفي علينا.
يري محللون ان سبب الزيارة هو التصريحات الآخيرة للفريق إبراهيم جابر خلال الورشة الهندسية لإعادة ترسيم ساحل السودان على البحر الأحمر وتأسيس قاعدة بيانات دقيقة عن كآفة المعلومات حول الساحل بما فيها بالطبع منطقة حلايب وشلاتين وقوله ان للسودان 850 كيلو مترا طولياً بينما تتعمد مواقع مصرية نشر 670 كيلومتر للساحل السوداني و تحدث خبراء عن 780 كيلو متر
وجاءت تصريحات الفريق جابر مقصودة لان مصر منحت منطقة ساحل حلايب وشلاتين للإمارات بمقابل مادي وتسعي الإمارات من خلال تمكين الدعم السريع في السلطة الي تقنين الصفقة بالتراضي حيث تقبض مصر المقابل المادي ويوقع السودان على المستندات الرسمية ، وسبق لموقع الجزيرة نت ان نشر تقريراً في العام 2018 ان الإمارات دفعت فعلياً بشركات تتبع لوزارة الطاقة الإماراتية دون علم نظام الإنقاذ الذي قدم رئيسه عربون المحبة والصداقة كاملة للإمارات والسعودية بطرد البعثة الدبلوماسية الإيرانية في العام 2016 م وقطع العلاقة معها نهائياً لكن بواقع الحال فإن الإمارات ذهبت إلى ساحل حلايب بتنسيق مع مصر طبعا
وكانت المعلومات صادمة للرئيس البشير مما دفعه لاستدعاء الرئيس أردوغان لزيارة السودان في ديسمبر 2017 والإعلان عن استثمارات في منطقة سواكن التاريخية
ان مخاوف مصر الحالية ليست أمنية ولا دبلوماسية لكنها بالدرجة الأولى اقتصادية والرئيس السيسي في سبيل البقاء بالسلطة قد يضطر إلى بيع كل شيء فقد سبق له التنازل في العام 2016 م عن الحدود البحرية بين مصر والسعودية بما يشمل جزيرتي تيران و صنافير لمصلحة السعودية
هذه قراءة من بعض ذوى الاختصاص
في كواليس الملفات المعقدة والمتداخلة بين مصر والسودان والتي تعتبر اولوية مصرية ويقال انها كانت في صلب النقاش بين اللواء عباس كامل وزملاءه في الجانب السوداني برئاسة الفريق مفضل في بورسودان
سليمان منصور