كسر حصار سوريا هزيمة لامريكا
كسر عزلة سوريا من قبل بعض الدول العربية والاجنبية – على قلتها – عده البعض خطوة مهمة فى طريق كسر الحصار الأمريكى الظالم على سوريا ، ورأى اخرون ان الامر حمال أوجه ، وان كان الاتفاق على أن رضوخ أمريكا مرغمة على الإعلان عن تعليق الحصار جزئيا يعتبر هزيمة لامريكا وصفعة لغطرستها.
نتحدث عن اندفاعه عربية واضحة تجاه دمشق ، وهناك رغبة كبيرة عند البعض ان يستمر هذا الأمر ، وهناك رهان ان يتواصل كسر الحصار ، فحاجة سوريا إلى التواصل مع الآخرين تكمن فى جزء منها فى تأمين حاجات سوريا الاقتصادية والسياسية والدوائية.
نجد مثلا رئيس البرلمان العراقى السيد محمد الحلبوسى يطلق دعوة واضحة إلى ضرورة عودة سوريا الى محيطها العربى ، ومن الواضح أن لهذه الدعوة رمزية هامه ، ونقف مع نقطتين هنا ، الأولى انها صدرت عن رئيس المجلس النيابى وهذا يعنى تكامل أدوار المؤسسات الرسمية فى بغداد تجاه هذا الموضوع ، خاصة انها المرة الأولى التى يصدر فيها خطاب بهذا الوضوح عن البرلمان العراقى حول هذا الموضوع منذ العام 2003 ، والنقطة الثانية المهمة هى ان السيد محمد الحلبوسى هو جزء من تحالف سياسى لايحسب على محور المقاومة ، بل هو أقرب لمناوئي المحور ، من غير ما قول ان له مواقف واضحة ضد المقاومة والمحور ، لكنه حتما ليس محسوبا عليه، وإطلاقه هذا الموقف يعنى ان التحالفات السياسية العراقية رغم تبايناتها الطائفية والمذهبية ومواقفها السياسية هاهى تتجه نحو التوحد فى هذه القضية ، ويصبح الموقف العراقى الرسمى متماشيا مع موقف بعض الجهات فى الداخل العراقى.
من جهة أخرى نعرف ان بغداد التى تنادى بهذا الموقف الواضح منتبهة جيدا الى ان أمريكا تعتبر هذه التحركات لكسر الحصار على سوريا خطا احمرا وربما تمارس واشنطون ضغوطا كبيرة لمنع تواصل البلدين بشكل طبيعى ، خاصة وأن أمريكا موجودة سياسيا وعسكريا فى العراق وسوريا وبالذات فى المنطقة الحدودية ، لكن القرار القوى لحلفاء دمشق فى طهران والعراق بضرورة التواصل وأنهم غير معنيين بالقبول او الرفض الأمريكى وتوجههم عمليا إلى تحرير منفذ البوكمال وتواصل البلدين رغم أنف أمريكا واسرائيل هذه المواقف القوية على الأرض ادت بلا شك إلى انكفاءة أمريكية ، بل وهزيمة لواشنطون التى اضطرت إلى غض الطرف عن الاصرار العراقى للتواصل مع سوريا لمعرفتها ان اى محاولة لقطع طريق محور المقاومة من التواصل عبر خط طهران بغداد دمشق بيروت يعنى نشوب حرب مباشرة ، وتعرف واشنطون جيدا انها ستخسرها لذا لن تستطيع منع احد من كسر الحصار على سوريا طالما قرر الاحرار ذلك واصروا عليه.
سليمان منصور