أخبار السودان :
قراءة في بيان قمة الجوار السوداني
بدعوة من الرئيس المصري ، انعقدت بالقاهرة قمة لدول الجوار السوداني ، شارك فيها رؤساء دول وحكومات جمهورية أفريقيا الوسطي، وتشاد، وإريتريا، وإثيوبيا، وليبيا، وجنوب السودان، وذلك يوم الخميس الثالث عشر من شهر يوليو ، وجاءت القمة بعد إيام قليلة من اجتماع اللجنة الرباعية المكلفة من منظمة الايفاد بإيجاد حل للازمة السودانية والذي احتضنته إثيوبيا.
وشارك في قمة القاهرة ايضا رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي، وأمين عام جامعة الدول العربية.
ومثل السودان في القمة نائب رئيس مجلس السيادة الفريق مالك عقار. وسنقف باختصار مع مخرجات القمة
1. القلق الشديد من استمرار العمليات العسكرية وضرورة وضع حد فوري للقتال وإنهاء الحرب ووقف تداعياتها السيئة.
إنه كلام جميل بلا شك وفي حال انعقد اي لقاء لبحث الازمة السودانية فإنه حتما سوف يقول هذا الكلام لكنه سيبقي كلاما انشائيا لا انعكاس فعلي له في أرض الواقع ، وما ينتظره شعبنا الأفعال وليس الأقوال.
2. الاحترام الكامل لسيادة ووحدة السودان وسلامة أراضيه، وعدم التدخل في شئونه الداخلية ، والتعامل مع النزاع القائم باعتباره شأناً داخلياً ، والتشديد على أهمية عدم تدخل أي أطراف خارجية في الأزمة بما يعيق جهود احتوائها ويطيل من أمدها.
الجميع يعملون ان مايجري في البلد تدخل كامل في الشأن السوداني من دول قريبة وبعيدة وما لم تتم تسمية الأشياء بمسمياتها يصعب الوصول لحل.
3. التأكيد على أهمية الحفاظ على الدولة السودانية ومقدراتها ومؤسساتها ، ومنع تفككها أو تشرذمها وانتشار عوامل الفوضى بما في ذلك الإرهاب والجريمة المنظمة في محيطها.
كلام سليم يستوجب ان يتبعه تحرك فعلى بكشف المتورطين في تازيم الأوضاع وحتي مايشاع من اخبار حول استثمار البعض في هذه الحرب سواء بتسليح ودعم احد طرفيها او جلب الإرهابيين إلى البلد.
4. أهمية التعامل مع الأزمة الراهنة وتبعاتها الإنسانية بشكل جاد وشامل يأخذ في الاعتبار أن استمرار الأزمة سيترتب عليه زيادة النازحين وتدفق المزيد من الفارين من الصراع إلى دول الجوار، الأمر الذي سيمثل ضغطاً إضافياً على مواردها يتجاوز قدرتها على الاستيعاب، وهو ما يقتضي ضرورة تحمل المجتمع الدولي والدول المانحة لمسئوليتهما في تخصيص مبالغ مناسبة من التعهدات التي تم الإعلان عنها في المؤتمر الإغاثي لدعم السودان، والذي عقد يوم 19 يونيو ۲۰۲۳ بحضور دول الجوار.
في هذا البند يظهر حرص المضيف واخرون على استمطار الدعم لهم باعتبارهم يحتضنون لاجئين سودانيين ، ونخشي ان يكون هذا هو همهم ، او على الاقل يتفوق على هم إيقاف الحرب وإنهاء الاقتتال.
5. الإعراب عن القلق البالغ إزاء تدهور الأوضاع الإنسانية في السودان، وإدانة الاعتداءات المتكررة على المدنيين والمرافق الصحية والخدمية،
كان يلزم ان تتم الإشارة إلى أي طرف معتد على المدنيين والمرافق الصحية والخدمية ، ان يتم تحديده باسمه وإتخاذ موقف منه حتي يصبح للكلام معنى.
6. الاتفاق على تسهيل نفاذ المساعدات الإنسانية المقدمة للسودان عبر أراضي دول الجوار، وذلك بالتنسيق مع الوكالات والمنظمات الدولية المعنية، وتشجيع العبور الآمن للمساعدات لإيصالها للمناطق الأكثر احتياجاً داخل السودان، ودعوة مختلف الأطراف السودانية لتوفير الحماية اللازمة لموظفي الإغاثة الدولية.
يمكن لهذه الدول العمل الفوري لتنفيذ هذا البند
7. التأكيد على أهمية الحل السياسي لوقف الصراع الدائر، وإطلاق حوار جامع للأطراف السودانية يهدف لبدء عملية سياسية شاملة تلبي طموحات وتطلعات الشعب السوداني في الأمن والرخاء والاستقرار.
هذا الكلام يؤكد على مقولة ان الحرب ليست الا عبثا ويجب ايقافها فورا.
8. الاتفاق على تشكيل آليه وزارية بشأن الأزمة السودانية على مستوى وزراء خارجية دول الجوار، تعقد اجتماعها الأول في جمهورية تشاد، لاتخاذ ما يلي:
▪️ وضع خطة عمل تنفيذية تتضمن وضع حلول عملية وقابلة للتنفيذ لوقف الاقتتال والتوصل إلى حل شامل للأزمة السودانية عبر التواصل المباشر مع الأطراف السودانية المختلفة، في تكاملية مع الآليات القائمة، بما فيها الايجاد والاتحاد الأفريقي.
▪️ تكليف آلية الاتصال ببحث الإجراءات التنفيذية المطلوبة لمعالجة تداعيات الأزمة السودانية على مستقبل استقرار السودان ووحدته وسلامة أراضيه، والحفاظ على مؤسساته الوطنية ومنعها من الانهيار، ووضع الضمانات التي تكفل الحد من الآثار السلبية للأزمة على دول الجوار، ودراسة آلية إيصال المساعدات الإنسانية والاغاثية إلى الشعب السوداني.
▪️ تعرض الآلية نتائج اجتماعاتها وما توصلت إليه من توصيات على القمة القادمة لدول جوار السودان.
تطويل للازمة وتفريعات لاحاجة لها إذ كان يلزم على القادة مباشرة تحديد الآلية وتكليف اللجنة بالعمل مباشرة لتقف الحرب في اليوم الثاني.
سليمان منصور