أخبار السودان :
فرنسا سقوط أخلاقي مريع
انه لمن الواضح لدى الكثيرين مدي السقوط الأخلاقي المريع الذي تعيشه فرنسا ، وانها غير مؤهلة اخلاقيا ولا سياسيا للحديث عن الالتزام بالقيم ومناصرة الحق والتصدي للظلم ومنع وقوع المظالم في العالم.
ولسنا بحاجة إلى الحديث عن تاريخ فرنسا القبيح وممارستها ابشع انواع الظلم بحق الشعوب المستضعفة التي وقعت تحت نير الاستعمار الفرنسي الذي كان ياخذ أساليب مختلفة لتدمير هوية الشعوب والأمم بشكل كامل والحيلولة دون ارتباطها بجذورها الثقافية وخلفياتها التي تشكل تاريخها وحضارتها ، وراينا ذلك بوضوح في شمال وغرب أفريقيا حيث مارس الاستعمار الفرنسي ابشع صور التعامل مع الشعوب ، وما زالت اثاره مستمرة إلى الآن والادارات الفرنسية المتعاقبة تتعامل بشكل قبيح مع اهالى البلدان المستعمرة.
ولن نحتاج إلى الحديث عن سرقة فرنسا لموارد أفريقيا واستغلالها البشع لخيرات القارة البكر والكل يعرف موضوع اليورانيوم الأفريقي المسروق
ودور فرنسا في ذلك ،. كذلك يعرف الكثيرون موضوع طباعة العملة الوطنية لعدد من الدول الأفريقية وتدخل فرنسا في ذلك وربط مصير عملات هذه الدول بعملتها والفائدة التي تحققها من ذلك.
وفي وجه من أوجه السقوط الأخلاقي والقيمي الكبير لفرنسا ما كشف عنه الرئيس ايمانويل ماكرون
من أن بلاده كانت تستطيع إيقاف جرائم الإبادة الجماعية في رواندا لكنها لم تفعل.
فقد اعترف الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أن بلاده كان بإمكانها وقف الإبادة الجماعية التي وقعت عام 1994 في رواندا مع حلفائها الغربيين والأفارقة، ولكن نقصتها الرغبة للقيام بذلك.
انه اعتراف صريح واضح ، ويقول الرئيس ان بلاده مع حلفائها الغربيين والأفارقة لم ترغب في ذلك ، ونسأله اين القيم التى تنادون بها؟ اين انتم من ادعاءاتكم الطويلة والعريضة عن التزامكم بحماية حقوق الإنسان ورعاية الحقوق؟ الا يشكل هذا الموقف سقوطا اخلاقيا مريعا لفرنسا وهزيمة لها في ميادين القيم والأخلاق؟ ، نعم هذه هي فرنسا وهذه حقيقتها ، ماض قبيح وحاضر أقبح.
سليمان منصور