أخبار السودان :
عدم الالتفات لمعاناة الناس جريمة كبرى
منذ أن تفجرت هذه الحرب اللعينة ، والناس – عموم الناس – تدفع اثمانا باهظة ، ويوما بعد يوم تزداد المعاناة ، وقادة الطرفين المتصارعين ، ومن يعملون على تاجيج النار ، كل هؤلاء لا يهمهم ما يكابده عموم الناس بسبب الحرب ، وما يلاقونه من عنت ومشقة تزداد مع استمرار الحرب.
دعونا نتوقف قليلا مع مشكلة الناس مع تلقي الخدمات العلاجية ، فقد خرجت عشرات المستشفيات والمراكز الخدمية العامة والخاصة خرجت عن الخدمة ، وواجه الناس مشاكل جمة في كل المناطق ، ففي المدن التي اشتعلت فيها الحرب توقفت الخدمات بشكل كبير ، وفي المدن الاخري تأثرت الخدمات بالضغط الشديد عليها بسبب حضور المحتاجين إليها من الخرطوم ، وعدم مقدرتها على استيعاب الاعداد الكبيرة التي قصدتها.
ومن الاخبار المؤسفة التي تم تداولها في هذا الجانب وفاة جميع مرضي غسيل الكلى في مدينة الجنينة بولاية غرب دارفور بسبب توقف الخدمة المقدمة من مستشفيات المدينة وخروجها عن العمل ، وايضا وفاة عدد من الأطفال حديثي الولادة في عاصمة ولاية شرق دارفور (مدينة الضعين) بسبب انقطاع الأوكسجين في مراكز الأطفال بالمدينة ، والحديث عن انعدام الدواء في عاصمة ولاية شمال كردفان (مدينة الأبيض) او اقتراب المخزون من النفاد في ظل الوضع الذي تعيشه المدينة وعموم البلد.
ومايقال عن القطاع الصحي ، ومدي التعثر الذي لازمه بسبب الحرب على تعثره اصلا ، مايقال عنه يقال مثيله في خدمات الماء والكهرباء والوقود ، وايجارات المنازل في المدن التي نزح اليها اهل الخرطوم هربا من الحرب ، إضافة إلى الغلاء الفاحش الذي طال كل شيئ ، علاوة على النقص الحاد في المواد التموينية ويلزم ان تقف هذه الحرب فورا لان اي يوم يمر في هذه الحرب يزيد تعقيد الازمة ويفاقم معاناة الناس ويمثل جريمة كبرى .
سليمان منصور